responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 913


نتصدق بأموالنا زيادة في توبتنا ، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « إني لا أعرض لأموالكم إلا بأمر اللَّه » فتركهم حتى نزلت هذه الآية :
[ سورة التوبة ( 9 ) : الآيات 103 الى 105 ] * ( خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِمْ بِها ( 1 ) وصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ( 2 ) واللَّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 103 ) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّه هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِه ويَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وأَنَّ اللَّه هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 104 ) وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّه عَمَلَكُمْ ورَسُولُه والْمُؤْمِنُونَ وسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 105 ) ) * [ التوبة : 9 / 103 - 105 ] .
وبعد نزول هذه الآية ، روي أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أخذ ثلث أموالهم ، أي أموال التائبين لقوله تعالى : * ( خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ ) * .
وقال جماعة من الفقهاء : المراد بهذه الآية : الزكاة المفروضة ، فيكون الضمير على هذا الرأي شاملا جميع الناس . وهو عموم يراد به الخصوص إذ يخرج من الأموال الأنواع التي لا زكاة فيها ، كالثياب والدور السكنية ونحوها . وكذلك ضمير * ( أَمْوالِهِمْ ) * عموم يراد به خصوص ، إذ يخرج منه العبيد وسواهم .
والمعنى : خذ أيها النبي ومن بعدك من الحكام من أموال هؤلاء التائبين وغيرهم صدقة مقدرة بمقدار معين ، تطهرهم من داء البخل والطمع والذنوب ، وتزكي أنفسهم وتطهرها بها ، وتنمي بها حسناتهم ، وترفعهم إلى منازل المخلصين . والتزكية :
مبالغة في تطهير المال وزيادة فيه ، أو بمعنى الإنماء والبركة في المال ، أي إن اللَّه تعالى يجعل النقصان الحاصل بسبب إخراج قدر الزكاة سببا للإنماء ، ويوضح ذلك الحديث النبوي عند أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة : « ما نقصت صدقة من مال » .
وصل عليهم أيها النبي ، أي ادع لهم واستغفر ، فإن في دعائك لهم سكونا لأنفسهم وطمأنينة ووقارا ، واللَّه سميع يسمع اعترافهم بذنوبهم ودعاءهم ، وسميع


( 1 ) تنمي بها حسناتهم وأموالهم . ( 2 ) طمأنينة .

913

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 913
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست