responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 914


لدعائك سماع قبول وإجابة ، عليم بما في ضمائرهم وإخلاصهم في توبتهم وصدقاتهم ، وبما فيه الخير والمصلحة لهم .
ألم يعلم أولئك التائبون وجميع المؤمنين أن اللَّه هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، ويتجاوز عن سيئاتهم ، ويأخذ الصدقات ، أي يقبلها ويثيب عليها ويضاعف أجرها ، كما جاء في آية أخرى : * ( إِنْ تُقْرِضُوا اللَّه قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْه لَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ) * [ التغابن : 64 / 17 ] .
وألم يعلموا أيضا أن اللَّه هو التواب الذي من شأنه قبول توبة التائبين والتفضل عليهم ، وهو الرحيم بعباده التائبين بإثابتهم على أعمالهم الصالحة ، كما هو مبين في قوله تعالى : * ( وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ( 82 ) [ طه : 20 / 82 ] .
والتوبة مفيدة جدا في تجديد همة النفس والعهد ومحو الذنب ، والتخلص من أوزار الماضي والشعور بالارتياح من تعذيب الضمير ومساوئ الذنب .
وقل أيها الرسول لهؤلاء التائبين وغيرهم : اعملوا العمل الصالح ، فإن عملكم لا يخفى على اللَّه وعباده ، خيرا كان أو شرا ، فالعمل أساس السعادة ، وطريق الأمن والراحة وعزة النفس ، وسيرى اللَّه عملكم ورسوله والمؤمنون باطلاعه إياهم على أعمالكم . وهذا وعيد للمذنبين ، وتحذير من عاقبة الإصرار على الذنب ، والذهول عن التوبة ، وليعلم كل العصاة ومخالفوا أوامر اللَّه بأن أعمالهم ستعرض على اللَّه تعالى وعلى الرسول وعلى المؤمنين ، وذلك لا محالة في يوم القيامة ، كما قال تعالى :
* ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ ( 18 ) ) * [ الحاقة : 69 / 18 ] * ( قال جابر بن عبد اللَّه فيما رواه الطبراني وغيره : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « إن أعمالكم تعرض على أقربائكم وعشائركم في قبورهم ، فإن كان خيرا استبشروا به ، وإن كان غير ذلك قالوا : اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك » .

914

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 914
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست