responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 907


توبخوهم ، احتقارا لهم لأنهم رجس البواطن أخباث الاعتقادات ، لا يقبلون التطهير ، لأنهم منافقون ، ومسكنهم جهنم ، جزاء بما اكتسبوه في الدنيا من الآثام والخطايا ، فلا ينفع معه التوبيخ أو اللوم في الدنيا والآخرة .
وحقيقة أيمانهم الكاذبة أنها ليست لوجه اللَّه وإنما لمجرد استرضاء لكم معشر المؤمنين لتستمروا في معاملتهم كالمسلمين . وإنكم إن رضيتم عنهم ، فلا ينفعهم رضاكم ، إذا كانوا في سخط اللَّه ، واللَّه لا يرضى عن القوم الفاسقين ، أي الخارجين عن طاعة اللَّه والرسول ، فليكن همهم إرضاء اللَّه ورسوله ، لا إرضاؤكم ، كما وصفهم اللَّه بقوله : * ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ ولا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّه وهُوَ مَعَهُمْ ) * [ النساء : 4 / 108 ] وقوله عز وجل : * ( لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّه ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ) * [ الحشر : 59 / 13 ] . وهذا إرشاد ونهي للمؤمنين عن الرضا عن المنافقين ، والاغترار بأيمانهم الكاذبة ، وكفى بالله عليما ومعلما للمؤمنين منهج الحياة الاجتماعية وطريق معاملة المنافقين وغيرهم من أصحاب البدع المنكرة ، فعلى المؤمنين أن يبغضوا المنافقين ، وألا يرضوا عنهم لسبب دنيوي ، من غير تفرقة بين منافق حضري أو بدوي .
كفر بعض الأعراب ونفاقهم من المعلوم أن العيش في المدن والحواضر أقرب للمدنية والعلم بالأحكام الشرعية ، وأن البداوة سبب للجهل والوقوع في الكفر والنفاق ، فعلى سكان البوادي أو الصحاري أن يتنبهوا لهذا النقص ، ويحاولوا تدارك ما هم عليه من بعد عن المدن ومواضع العلم والثقافة ، فيسألوا العلماء ، ويترددوا على مجالس العلم بقدر

907

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 907
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست