نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 902
الفائزون بالسعادتين : سعادة الدنيا وسعادة الآخرة ، على عكس المنافقين الذين حرموا منهما تماما . والسبب واضح : وهو إيمان المؤمنين الخالص المستقر في نفوسهم ، وافتقاد ذلك في قلوب المنافقين ، فاستحق المؤمنون الفلاح أي إدراك البغية من الجنة ، وتعرض المنافقون للخسران والهلاك . وأدى ذلك إلى أن يهيّئ اللَّه الجنة والنعيم وأن يظفر المؤمنون بجنان الخلد التي تجري الأنهار من تحت أشجارها ، ماكثين فيها على الدوام ، متمتعين بالبقاء في عالم الأبد ، وذلك هو الفوز العظيم ، أي المرتبة العليا التي لا مرتبة فوقها والحصول على الأمل والبغية ، وهم أهل السعادة الأبدية ، كما أنهم في الدنيا أهل الفلاح بالاستمتاع بالنصر والعزة ، والثروة والكرامة ، وانتصار الإيمان على الكفر ، والهداية على الضلالة . والتفاوت الواضح بين مرتبة المؤمنين في الدنيا والآخرة ومرتبة المنافقين الكافرين منشؤه التضحية والعمل المشرّف ، وهذا حق وعدالة ، فلا يعقل أن يسوى بين المجدّ والمتقاعس ، وبين العامل والقاعد ، ومقتضى العدل في ميزان الشرع والعقل أن يكافأ المحسنون بأفضل أنواع الإحسان ، وأن يهمل المسيئون ويتعرضوا لمختلف ألوان الذل والهزيمة والتعرض للعقاب الشديد لأن بناء الأمجاد وتحقيق السيادة لا يقومان إلا على سواعد العاملين المخلصين . حكم أهل الأعذار في الجهاد ليس الجهاد فرضا إلا على القادرين على حمل السلاح ، من الرجال البالغين الأشداء ، أصحاب القوة البدنية والمالية ، فهم المكلفون أصالة بهذا الواجب المقدس ، أما أصحاب الأعذار من النساء والضعفاء والمرضى والعاجزين عن النفقة ، فلا حرج عليهم بترك الجهاد ، وهذا ما أبانه القرآن الكريم في قوله تعالى :
902
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 902