responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 889


وبالطعن في الدين تارة ، وبالحملات العسكرية المتكررة في كثير من الأوقات . ومع كل هذا هادنهم التشريع القرآني ، وصبر المسلمون على إيذاء غيرهم ردحا طويلا من الزمان ، ثم أذن الحق سبحانه وتعالى بإنذار الأعداء وقتالهم بسبب كثرة اعتداءاتهم ، فقال اللَّه تعالى :
[ سورة التوبة ( 9 ) : الآيات 73 الى 74 ] * ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ والْمُنافِقِينَ واغْلُظْ عَلَيْهِمْ ( 1 ) ومَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وبِئْسَ الْمَصِيرُ ( 73 ) يَحْلِفُونَ بِاللَّه ما قالُوا ولَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وما نَقَمُوا ( 2 ) إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّه ورَسُولُه مِنْ فَضْلِه فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّه عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ وما لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ ( 74 ) ) * [ التوبة : 9 / 73 - 74 ] .
أصح ما روي في سبب نزول هذه الآية : ما رواه ابن جرير الطبري وغيره عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال : « كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم جالسا في ظل شجرة ، فقال : إنه سيأتيكم إنسان ينظر إليكم بعيني شيطان ، فإذا جاء فلا تكلَّموا ، فلم يلبثوا أن طلع رجل أزرق ، فدعاه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقال له : علام تشتمني أنت وأصحابك ؟
فانطلق الرجل ، فجاء بأصحابه ، فحلفوا بالله ما قالوا ، فتجاوز عنهم ، فأنزل اللَّه : * ( يَحْلِفُونَ بِاللَّه ما قالُوا . . ) * الآية .
لم يبدأ المسلمون غيرهم بقتال ، وإنما ابتدأ القرآن الكريم بتهديد الكفار وإنذارهم بالجهاد ، وتنوعت أساليب الجهاد بحسب الأعداء المجاهدين ، فكان جهاد الكافر المعلن عداوته بالسيف ، وجهاد المنافق المتستر باللسان والتعنيف . وأسباب الجهاد : إظهار الأعداء العداوة والمجاهرة بالكفر والتحدي ، وحلف الأيمان الكاذبة ، والتكلم بالكلمات الشنيعة الفاسدة ، والجهاد ثلاثة أنواع : جهاد العدو الظاهر ، وجهاد


( 1 ) شدّد عليهم . ( 2 ) ما كرهوا وما عابوا .

889

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 889
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست