نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 850
[ سورة التوبة ( 9 ) : الآيات 28 الى 29 ] * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ( 1 ) فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً ( 2 ) فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّه مِنْ فَضْلِه إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّه عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 28 ) قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّه ولا بِالْيَوْمِ الآخِرِ ولا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّه ورَسُولُه ولا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ ( 3 ) عَنْ يَدٍ وهُمْ صاغِرُونَ ( 4 ) ( 29 ) ) * [ التوبة : 9 / 28 - 29 ] . نزلت الآية الأولى المتعلقة بمنع المشركين من دخول الحرم المكي - كما أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - قال : كان المشركون يجيئون إلى البيت ، ويجيئون معهم بالطعام يتجرون فيه ، فلما منعوا عن أن يأتوا البيت ، قال المسلمون : من أين لنا الطعام ؟ فأنزل اللَّه : * ( وإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّه مِنْ فَضْلِه ) * نص اللَّه تعالى في هذه الآية على المشركين ( عبدة الأوثان ) وعلى المسجد الحرام ، والمعنى : يا أيها المؤمنون بالله ورسوله ، إن المشركين الوثنيين أنجاس الاعتقاد ، لخبث باطنهم وفساد معتقدهم ، بسبب عبادة الأصنام والأوثان ، فلا تمكّنوهم من دخول المسجد الحرام بعد العام التاسع من الهجرة . والمقصود بالمسجد الحرام هنا الحرم كله في رأي جماعة من العلماء كالشافعية والحنابلة . والمراد بالنهي : منع المشركين من الحج والعمرة بعد حج عامهم هذا وهو العام التاسع من الهجرة لأنهم يفسدون قدسية الحرم وطهر العبادة وشرفها وسموها . ثم ألقى اللَّه الطمأنينة في قلوب المسلمين ، وأزال من نفوسهم مخاوف انقطاع الموارد التموينية التي كانت تأتي إلى الحرم بتجارة المشركين ، وأعلمهم أنه إن خفتم أيها المسلمون فقرا ، بسبب قلة جلب الأقوات وأنواع التجارات التي كان المشركون
( 1 ) شيء نجس الاعتقاد وخبيث . ( 2 ) أي فقرا بانقطاع تجارتهم عنكم . ( 3 ) الضريبة المقدرة على الأشخاص . ( 4 ) خاضعون لأحكام الإسلام والدولة .
850
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 850