responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 839


والإرشاد والتوجيه ، والإخلاص في العمل وبناء العقيدة الراسخة في النفوس . قال اللَّه تعالى مبينا هذه الخطوات البناءة لإصلاح الفرد والجماعة :
[ سورة التوبة ( 9 ) : الآيات 16 الى 18 ] * ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا ولَمَّا يَعْلَمِ اللَّه الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ ولَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّه ولا رَسُولِه ولا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ( 1 ) واللَّه خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ( 16 ) ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّه شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ ( 2 ) وفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ ( 17 ) إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّه مَنْ آمَنَ بِاللَّه والْيَوْمِ الآخِرِ وأَقامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ ولَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّه فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ( 18 ) ) * [ التوبة : 9 / 16 - 18 ] .
تضمنت الآيات الكريمة طريق الحفاظ على كيان الأمة وصدّ عدوان المعتدين عليها ، وبناء شخصيات المؤمنين بروحانية عالية ومعنويات رفيعة بالصلاة والزكاة ، ليظفروا بجنان الخلد ، وينعموا بالهداية والرشاد .
ليعلم المؤمنون أن الجهاد طريق الجنة ، ولن يصح في موازين الأشياء ترك جماعة المسلمين من دون تمحيص ولا اختبار ، ففي الجهاد يتبين أهل العزم والإخلاص الذين يجاهدون بالأموال والأنفس ، ولم يتخذوا بطانة ( أمناء سر ) من الأعداء ، يسرّون إليهم بأحوال المسلمين وأمورهم وأسرارهم ، بل هم في الظاهر والباطن على النصح لله ولرسوله ، وبه يتميزون عن المنافقين الذين يطلعون الأعداء على أسرار الأمة وسياستها وخططها ، فلا بد من اختبار أهل الإيمان في عالم الدنيا ، ولا سيما عند فرض القتال وفي كل شؤون الحياة ، كما جاء في آية أخرى : الم ( 1 ) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ ( 3 ) ( 2 ) ) * [ العنكبوت : 29 / 1 - 2 ] .
واللَّه خبير في كل وقت بأعمالكم أيها الناس ، فيجازيكم عليها ، ومن المعلوم أن


( 1 ) أي بطانة وصاحب سر . ( 2 ) بطلت وضاعت أجورها . ( 3 ) أي يختبرون .

839

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 839
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست