نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 838
ثم ذكر اللَّه بعد هذه الأسباب الثلاثة دواعي أربعة للقتال : وهي تعداد موجبات القتال ، والتحريض على الإغارة في قوله تعالى : * ( أَتَخْشَوْنَهُمْ ) * وكون اللَّه أحق بالخشية لأنه صاحب القدرة المطلقة التي تدفع الضرر المتوقع وهو القتل ، والإيمان بقوله * ( إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) * فالإيمان قوة دافعة على الإقدام ، والخلاصة : لا تخشوا أيها المؤمنون أعداءكم ، واخشوا اللَّه وحده ، فهو أحق بالخشية منهم ، إن كنتم مؤمنين بالله . ثم أمر اللَّه تعالى المؤمنين بالقتال أمرا صريحا حاسما بقوله : * ( قاتِلُوهُمْ ) * أي قاتلوا أيها المؤمنون أعداءكم ، فإن قاتلتموهم يعذبهم اللَّه بأيديكم ، ويخزهم بالقتل والأسر والهزيمة ، وينصركم عليهم ، ويشف صدور قوم مؤمنين امتلأت غيظا من أفعال المشركين بهم في مكة ، وهم بنو خزاعة حلفاء الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الذين بيتهم بنو بكر والمشركون ليلا ، وأعملوا فيهم السيف قتلا وذبحا بالوتير ، قائمين وقاعدين ، راكعين وساجدين . وبالرغم من شناعة فعل المشركين بالمؤمنين ، فإن اللَّه تعالى يقبل توبة من يتوب عن كفره منهم ، وقد حدث ذلك فعلا ، فأسلم أناس منهم ، وحسن إسلامهم ، مثل أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل ، وسليم بن أبي عمرو . واللَّه عليم بما يصلح عباده ، حكيم في أفعاله وأقواله الكونية والشرعية ، فيفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، وهو العادل الحكيم الذي لا يجور أبدا ، ولا يفعل إلا ما اقتضته الحكمة ، ويجازي كل إنسان بما قدم من خير أو شر ، في الدنيا والآخرة . التحريض على الجهاد وعمارة المساجد إن إعداد الأمة إعدادا قويا ، وبناء قوتها الذاتية ، يتطلب عملا متواصلا من الجهاد ، والاعتماد على الذات وثقات الناس ، والإقبال على عمارة المساجد عمارة مادية بالبناء والترميم ، ومعنوية بالصلاة والعبادة والخدمة ، وعقد حلقات العلم
838
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 838