responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 775


خروجهم لمعركة بدر الكبرى على كراهية وتردد ، لكن اللَّه تعالى أعلم بما يريد ، فهو الذي يهيئ الأسباب ، ويدبر الأمور ، وما على المؤمنين إلا الامتثال ومجاهدة النفس وتخطي حاجز الخوف أو الوهم . وصف اللَّه حالة المؤمنين في الخروج إلى غزوة بدر بقوله :
[ سورة الأنفال ( 8 ) : الآيات 5 الى 8 ] * ( كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ ( 5 ) يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وهُمْ يَنْظُرُونَ ( 6 ) وإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّه إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ ( 1 ) تَكُونُ لَكُمْ ويُرِيدُ اللَّه أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِه ويَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ( 2 ) ( 7 ) لِيُحِقَّ الْحَقَّ ويُبْطِلَ الْباطِلَ ولَوْ كَرِه الْمُجْرِمُونَ ( 8 ) ) * [ الأنفال : 8 / 5 - 8 ] .
سبب النزول فيما رواه ابن أبي حاتم وغيره عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال لنا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ونحن بالمدينة ، وبلغه أن عير ( 3 ) أبي سفيان قد أقبلت : ما ترون فيها ، لعل اللَّه يغنمناها ويسلَّمنا ؟ فخرجنا فسرنا يوما أو يومين ، فقال : ما ترون فيهم ؟ فقلنا : يا رسول اللَّه ، ما لنا طاقة بقتال القوم ، إنما خرجنا للعير ، فقال المقداد : لا تقولوا كما قال قوم موسى : اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ها هنا قاعدون ، فأنزل اللَّه : * ( كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ ) * والمعنى : إن كراهية بعض الصحابة لحكم الأنفال وإن رضوا به ، مثل كراهيتهم لخروجك أيها النبي من بيتك بالحق إلى القتال في بدر ، فهم رضوا بحكم الأنفال على كره ، كما رضوا بخروجك للقتال في بدر على كره أيضا . أي إن بعض صحابتك كانوا كارهين للأمرين معا : قسمة الغنائم أو الأنفال ، والخروج للقتال في بدر . وكانت


( 1 ) أي البأس والسلاح الذي فيه الحدة والقوة . ( 2 ) آخرهم . ( 3 ) العير : الإبل التي تحمل الميرة .

775

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 775
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست