نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 766
عوني ونصيري ، ومتولي أمري في الدنيا والآخرة ، عليه اتكالي ، وإليه ألجأ ، وهو سبحانه الذي نزّل علي تدريجا القرآن الذي يدعو إلى التوحيد ، وينبذ الشرك ، وأعزني برسالته ، وهو الذي يتولى كل صالح بعدي . وهو كل من صلحت عقيدته ، وسلمت من الخرافات والأوهام ، وصلحت أعماله . ثم أكد اللَّه تعالى خيبة الأصنام في تحقيق النصر ، فالذين تدعون من دون اللَّه وتعبدونهم وتطلبون منهم نصركم ودفع الضر عنكم ، إنهم عاجزون ، لا يستطيعون نصركم ، ولا نصر أنفسهم ضد من يحتقرهم أو يسلبهم شيئا ، أو يريدهم بسوء . وكما أن تلك الأصنام عاجزة عن النصر هي عاجزة أيضا من باب أولى عن الإرشاد والهداية ، فإن تدعوا هذه الأصنام إلى أن يهدوكم إلى سواء السبيل وتحقيق النصر ، لا يسمعوا دعاءكم ، فضلا عن المساعدة والإمداد ، وتراهم أيها المخاطب الناظر إليهم يقابلونك بعيون مصورة صناعية من زجاج أو خزف أو فيروز أو عقيق ، وهم جماد لا يبصرون شيئا ، ولا يدركون المرئيات ، لأن لهم صورة الأعين لا حقيقتها ، فلا يرون شيئا ، وهم فاقدو السمع والبصر . أصول الأخلاق في الإسلام لا تصلح حياة اجتماعية ولا تقوم مدنية ولا حضارة بغير أخلاق قويمة ، وآداب سليمة ، لذا اقترنت رسالات السماء والكتب الإلهية بالدعوة إلى الأخلاق النبيلة والقيم الإنسانية السوية ، لأن الإنسان جسد وروح ، وغذاء الروح واستدرار العواطف وصلاح البشر بالأخلاق ، والخلق يلازم العقيدة ، وهو دعوة الدين . وقد أمر القرآن الكريم بمجموعة من القيم والأخلاق ، هذه أصولها وأسس المعاملة الحسنة ، في قوله تعالى :
766
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 766