responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 761


ثم أبان القرآن حقيقة وضع النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ومدى معرفته بالغيب فقال تعالى : * ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً ولا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّه ) * والمعنى : قل أيها الرسول للناس : إني لا أملك لنفسي ولا لغيري جلب أي نفع ، ولا أستطيع دفع أي ضرر عني ولا عن غيري ، إلا بمشيئة اللَّه وقدرته ، فيلهمني إياه ، ويوفقني له . وهذا يدل على إظهار العبودية ، والتبري من ادعاء العلم بالغيوب ، ومنصب الرسالة لا يقتضي علم الساعة وغيرها من علم الغيب ، فالغيب لله وحده ، وإنما وظيفة الرسول تبليغ الوحي المنزل عليه من ربه ، والتعليم والإرشاد ، فإن الرسول بشر كسائر الناس ، قال اللَّه سبحانه : * ( قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِله واحِدٌ . . ) * [ الكهف : 18 / 110 ] .
واللَّه أمر نبيه أن يعلن : لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير كالمال ونحوه من المنافع ، ولما أصابني السوء وتجنبت الشر ، ليس لي مزية عن البشر إلا بتبليغ الوحي عن اللَّه بالإنذار والتبشير ، فما أنا إلا عبد مرسل للإنذار والبشارة ، إنذار العصاة بالنار ، وتبشير المؤمنين بالجنات ، كما قال اللَّه تعالى : * ( فَإِنَّما يَسَّرْناه بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِه الْمُتَّقِينَ وتُنْذِرَ بِه قَوْماً لُدًّا ( 97 ) [ مريم : 19 / 97 ] .
الخلق من نفس واحدة يذكّرنا القرآن الكريم في مناسبات متعددة بقدرة اللَّه وعلمه الغيبي ، وليس هناك أروع من التعريف بأن ملايين البشر من قديم وإلى يوم القيامة مخلوقون من نفس واحدة ، فما على الإنسان إلا الاستسلام لربه الخالق ، والتجرد من المشاركة في قدرة اللَّه وغيبه ، وأن يعلن عجزه أمام القدرة الخارقة ، فهو حري ألا يعلم غيبا ولا يدعيه ، قال اللَّه تعالى مبينا هذا :

761

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 761
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست