responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 726


السعادة ، اتخذوه بلا دليل ولا برهان ، بل عن جهل وتقليد لغيرهم كالمصريين الذين يعبدون العجل ( أبيس ) والكنعانيين في فلسطين ، فكانوا بذلك ظالمين لأنفسهم أن عبدوا ما لا ينفعهم ، وإنما يضرهم .
ولما عاد موسى من مناجاة ربه في الميقات الذي خصص له ، وكان قد أخبره الله تعالى ، وهو على جبل الطور ، باتخاذ قومه عبادة العجل ، كما قال تعالى : * ( قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ( 85 ) [ طه : 20 / 85 ] لما عاد موسى ، ندم بنو إسرائيل على ما فعلوا ، وهذا هو معنى قوله سبحانه : * ( ولَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ ) * ورأوا أنهم قد ضلوا ضلالا بعيدا بعبادة العجل ، فتابوا واستغفروا ربهم ، وتبينوا وجه الحق في أن الله هو الإله المعبود بحق ، لا هذا العجل وغيره من الأصنام ، وقالوا : إن لم يرحمنا ربنا ، بقبول توبتنا ، ومغفرة ذنبنا ، لنكونن من القوم الهالكين ، ومن الذين خسروا سعادة الدنيا وهي الحرية والاستقلال في الأرض ، ومن الذين خسروا أيضا سعادة الآخرة ، وهي الإقامة في جنات النعيم ، وهذا اعتراف صريح منهم بذنبهم ، والتجاء إلى الله عز وجل في أن يتقبل منهم التوبة ، ويعفو عما وقعوا فيه من الذنب الكبير ، وهو اتخاذ العجل إلها .
وهذا مثل واضح للانحراف ، وبيان لطريق العدول عنه ، وهو التوبة الخالصة لله عز وجل ، والندم على ما حدث ، والإصرار على عدم العودة إلى مثل ذلك الذنب في المستقبل .
إجراءات موسى حول اتخاذ العجل إلها إن مهمة كل نبي أو رسول أن يبادر إلى إصلاح أخطاء قومه ، وإرشادهم إلى صواب الأمور ، إما بالوعظ والإرشاد ، وإما باقتلاع المنكر من جذوره ، وتصحيح الأوضاع والأحوال ، وإما بعتاب المقصر أو المخطئ ، وقد فعل موسى عليه السلام

726

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 726
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست