responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 725


عجلا من الحلي له خوار ، متأثرا بداء التقليد ، حيث شاهد المصريين يعبدون الأصنام والأوثان والكواكب من شمس وغيرها ، وتم الصنع كما حكى يحيى بن سلام عن الحسن البصري أنه قال : استعار بنو إسرائيل حلي القبط ليوم الزينة ، فلما أمر موسى أن يسري بهم ليلا ، تعذر عليهم رد العواري ( الأشياء المستعارة ) وخشوا أيضا أن يفتضح سرهم ، ثم إن الله نفّلهم إياه .
ويروي أن السامري - واسمه موسى بن ظفر من قرية سامرة - قال لهارون حين ذهب موسى إلى المناجاة : يا هارون ، إن بني إسرائيل قد بددوا الحلي الذي أستعير من القبط ، وتصرفوا فيه ، وأنفقوا منه ، فلو جمعته حتى يرى موسى فيه رأيه ، فجمعه هارون ، فلما اجتمع قال للسامري : أنت أولى الناس بأن يختزن عندك ، فأخذه السامري - وكان صائغا - فصاغ منه صورة عجل ، وهو ولد البقرة ، جسدا ، أي جثة وجمادا ، وقيل : كان جسدا بلا رأس ، وقيل : إن الله جعل له لحما ودما . قال ابن عطية : وهذا ( أي جعل اللحم والدم له ) ضعيف لأن الآثار في أن موسى برده بالمبارد ، تكذب ذلك .
وكان لهذا العجل خوار : وهو صوت البقر ، اتخذه السامري بحيله صناعية ، ثم اتخذه بنو إسرائيل إلها لهم ، ثم عبدوه . وبالرغم من أن المتخذ واحد منهم وهو السامري ، إلا أن هذا الاتخاذ نسب إليهم جميعا لأنه عمل برأي جمهورهم ، ولم يحصل منهم إنكار عملي ، فكأنهم راضون به مجمعون عليه .
رد الله على هؤلاء ردا عقليا مبسطا واضحا ، مضمونه أن هذا العجل المتخذ من حلي الذهب أو الفضة إلها لا يستحق التأليه ، بدليل قوله تعالى : * ( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّه لا يُكَلِّمُهُمْ ولا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوه وكانُوا ظالِمِينَ ) * أي ألم ينظروا ويتأملوا أنه فاقد لمقومات الإله ، فلا هو يكلمهم ولا يرشدهم إلى خير ، ولا يهديهم سبيل

725

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 725
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست