موسى ، فكان الخذلان للمبطلين ، وانتصر الإيمان وعلت كلمة الحق ، وآمن السحرة بموسى ورسالته ، قائلين : آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ رَبِّ مُوسى وهارُونَ ( 122 ) .
قال اللَّه تعالى واصفا هذا المشهد الرائع :
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 109 الى 122 ] * ( قالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ ( 109 ) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَما ذا تَأْمُرُونَ ( 110 ) قالُوا أَرْجِه وأَخاه ( 1 ) وأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ ( 2 ) ( 111 ) يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ ( 112 ) وجاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قالُوا إِنَّ لَنا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ ( 113 ) قالَ نَعَمْ وإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( 114 ) قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ( 115 ) قالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ ( 3 ) واسْتَرْهَبُوهُمْ ( 4 ) وجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ( 116 ) وأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ( 5 ) ما يَأْفِكُونَ ( 6 ) ( 117 ) فَوَقَعَ الْحَقُّ ( 7 ) وبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ( 118 ) فَغُلِبُوا هُنالِكَ وانْقَلَبُوا صاغِرِينَ ( 119 ) وأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ ( 120 ) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ ( 121 ) رَبِّ مُوسى وهارُونَ ( 122 ) ) * [ الأعراف : 7 / 109 - 122 ] .
كان السحرة في عهد فرعون أعظم الرجال وفي أعلى المراتب ، فقال السادة من قوم فرعون وبطانته لما رأوا معجزات موسى : إن هذا لساحر ماهر خبير بفنون السحر وأنواعه ، وقد يستميل السحرة ، وله خطره فربما سلب ملككم ، وأخرجكم من أرضكم ووطنكم بسحره ، كما جاء في آية أخرى مخاطبين موسى وأخاه هارون :
* ( قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْه آباءَنا وتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الأَرْضِ وما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ ( 78 ) ) * [ يونس : 10 / 78 ] .
فقال فرعون لحاشيته : ماذا تشيرون ، وبم تأمرون ؟ فأجابوا بأن يؤخر موسى وهارون ، ويؤجل النظر في أمرهما ، ويجمع السحرة من كل مكان ، حتى يغلبوا موسى

( 1 ) أخر عقوبتهما . ( 2 ) أي جامعين لك السحرة . ( 3 ) خيّلوا لها ما يخالف الحقيقة . ( 4 ) خوفوهم تخويفا شديدا . ( 5 ) تبتلع . ( 6 ) يكذبون ويموهون . ( 7 ) ظهر وتبين .

704