نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 650
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 31 الى 32 ] * ( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ ( 1 ) عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إِنَّه لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ( 31 ) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّه الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِه والطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( 32 ) ) * [ الأعراف : 7 / 31 - 32 ] . سبب نزول الآيتين هو : الأمر بارتداء الثياب الساترة ، وهو ما رواه مسلم عن ابن عباس قال : كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية ، وهي عريانة ، وعلى فرجها خرقة ، وهي تقول : < شعر > اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحلَّه < / شعر > فنزلت الآية : * ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) * ونزلت بعدها : * ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّه ) * . وفي صحيح مسلم عن عروة قال : كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس ، والحمس : قريش وما ولدت . والآيتان خطاب عام لجميع العالم ، وأمر بهذه الأشياء بسبب عصيان مشركي العرب فيها . إن القرآن الكريم يأمر بكل ما فيه فضيلة ومدنية وتحضّر ونظافة ومروءة من الطَّيب والسّواك والثياب الساترة ، وكل مستحسن في الشريعة لا يقصد به الخيلاء . والأمر بالسّتر عند كل مسجد : معناه عند كل موضع سجود ، وهذا يشمل جميع الصلوات التي يجب فيها ستر العورة ، ويدخل مع الصلاة : مواطن الخير كلها . وتختلف الزينة باختلاف الزمان والمكان والشخص والعمل . وكان هذا الأمر بارتداء الثياب والتّزين سببا لارتقاء العرب وانتقالهم من مظاهر القبلية المتوحشة إلى أرقى مظاهر المدنية والحضارة .
( 1 ) البسوا ثيابكم لستر العورات .
650
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 650