نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 611
بنفع مادّي ، وهي مجردة من أجل الفضيلة ذاتها ، ولتحقيق السعادة الأبدية للناس قاطبة . أما المربّون البشر فهم متأثّرون بالجانب النفعي ، ولا تجد لديهم الحرص الشديد على تحقيق الثمرات والنتائج ، وإنما منهجهم الغالب : ( قل كلمتك وامش ) . قال اللَّه سبحانه مهدّدا كفار قريش بعذاب الاستئصال ومنذرهم بعذاب الآخرة : [ سورة الأنعام ( 6 ) : الآيات 133 الى 135 ] * ( ورَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ ويَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ( 133 ) إِنَّ ما تُوعَدُونَ لآتٍ وما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ( 134 ) قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ ( 1 ) إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَه عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّه لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ( 135 ) ) * [ الأنعام : 6 / 133 - 135 ] . أخبر اللَّه تعالى عن نفسه بأنه * ( الْغَنِيُّ ) * فهو غير محتاج إلى طاعة المطيعين ، ولا يتضرّر بمعصية المذنبين ، فإنه تعالى غني لذاته عن جميع العالمين ، لا تنفعه طاعة ولا تضرّه معصية ، ولا يفتقر إلى شيء من جهة من الجهات ، وهو سبحانه مع غناه ذو رحمة عامّة كاملة ، وقادر على وضع الرحمة في هذا الخلق أو في خلق جديد بديل عنهم ، ولكنه فوّض الأمر إلى خلقه على سبيل التهديد . ومعنى الآيات : وربّك أيها النّبي هو الغني عن جميع خلقه وعن عبادتهم من جميع الوجوه ، وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم ، وهو مع ذلك ذو الرحمة الشاملة بهم ، كما قال اللَّه تعالى : * ( إِنَّ اللَّه بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) * [ الحجّ : 22 / 65 ] . وقال في بيان غناه : يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّه واللَّه هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ( 15 ) [ فاطر : 35 / 15 ] . إن يشأ اللَّه يذهبكم ويستأصلكم أيها الكفار المعاندون في مكة وغيرها بعذاب الاستئصال الشامل ، كما أهلك من عاند الرّسل كعاد وثمود ، ويأت بخلق جديد
( 1 ) أقصى ما يمكنكم .
611
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 611