responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 579


شيئا ذا موضوع مهم ، أما الوحي فذو حقيقة موضوعية لا يمكن إنكارها أو التّحكّم فيها ، وإنما تحدث من قبل اللَّه تعالى بوساطة جبريل عليه السّلام ، أو بغيره كالرؤيا الصادقة في النوم ، وإتيان الملك بصورة بشر مألوف . قال اللَّه تعالى مبيّنا هذه الظاهرة :
[ سورة الأنعام ( 6 ) : الآيات 91 الى 92 ] * ( وما قَدَرُوا اللَّه حَقَّ قَدْرِه ( 1 ) إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّه عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِه مُوسى نُوراً وهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَه قَراطِيسَ ( 2 ) تُبْدُونَها وتُخْفُونَ كَثِيراً وعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ ولا آباؤُكُمْ قُلِ اللَّه ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ ( 3 ) يَلْعَبُونَ ( 91 ) وهذا كِتابٌ أَنْزَلْناه مُبارَكٌ ( 4 ) مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْه ولِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى ( 5 ) ومَنْ حَوْلَها والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِه وهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ ( 92 ) ) * [ الأنعام : 6 / 91 - 92 ] .
ذكر ابن أبي حاتم وغيره عن سعيد بن جبير - في بيان سبب نزول هاتين الآيتين - قال : جاء رجل من اليهود يقال له : مالك بن الصيف ، فخاصم النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقال له النّبي : « أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تجد في التوراة أن اللَّه يبغض الحبر السّمين ؟ » وكان حبرا سمينا ، فغضب ، وقال : ما أنزل اللَّه على بشر من شيء ، فقال له أصحابه : ويحك ، ولا على موسى ، فأنزل اللَّه : * ( وما قَدَرُوا اللَّه حَقَّ قَدْرِه . . ) * الآية .
اللَّه سبحانه هو القادر على كل شيء ، والعالم بكل شيء ، والرّحيم بخلقه ، فأرسل الرّسل ، وأنزل الكتب ، وأوحى إلى الأنبياء شرائعه لهداية الناس وإرشادهم ، أما منكرو الوحي الذين يكفرون برسل اللَّه من الوثنيين والملاحدة فما عرفوا اللَّه حقّ معرفته ، وما عظَّموه حقّ تعظيمه ، إذ كذبوا رسله إليهم ، وقالوا : ما أنزل اللَّه كتابا من السّماء .


( 1 ) ما عظَّموه ولا عرفوه . ( 2 ) أوراقا مكتوبة . ( 3 ) باطلهم . ( 4 ) كثير المنافع . ( 5 ) أهل مكة .

579

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 579
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست