responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 56


بجلائل المنعم وصغائرها ، وإن أساؤوا له وجحدوا به ، روى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه عن النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلم قال : « ليس أحد أصبر على أذى سمعه من اللَّه ، إنهم ليدعون له ولدا ويجعلون له أندادا [1] ، وهو مع ذلك يعافيهم ويرزقهم » .
لذا ارتكب بعض البشر خطأ كبيرا حين نسبوا إلى اللَّه الولد ، فهذا مجرد ادّعاء أجوف ، وحين طلبوا أن يكلمهم اللَّه مباشرة كما يكلم الملائكة وموسى عليه السّلام استكبارا منهم وعتوّا وعنادا ، وطلبوا أن تأتيهم آية مادّية محسوسة استخفافا منهم بآيات القرآن البيّنات ، فهذا من الافتراءات الكاذبة ، تنزه اللَّه عن طلبهم ، وأبان الآيات أحسن بيان وأتمه ، ولكن لا يفهمها إلا العقلاء المنصفون .
ردّ اللَّه تعالى على هذه الادّعاءات الفارغة والافتراءات الواهية ، فقال سبحانه :
[ سورة البقرة [2] : الآيات 116 الى 120 ] * ( وقالُوا اتَّخَذَ اللَّه وَلَداً سُبْحانَه ( 2 ) بَلْ لَه ما فِي السَّماواتِ والأَرْضِ كُلٌّ لَه قانِتُونَ ( 3 ) ( 116 ) بَدِيعُ ( 4 ) السَّماواتِ والأَرْضِ وإِذا قَضى أَمْراً ( 5 ) فَإِنَّما يَقُولُ لَه كُنْ فَيَكُونُ ( 6 ) ( 117 ) وقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّه أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ( 118 ) إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً ونَذِيراً ولا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ ( 119 ) ) * [ البقرة : 2 / 116 - 119 ] .
نزلت هذه الآيات في اليهود حين قالوا : عزير ابن اللَّه ، وفي نصارى نجران حيث قالوا : المسيح ابن اللَّه ، وفي مشركي العرب الذين قالوا : الملائكة بنات اللَّه . أسأل اللَّه الهداية لجميع البشرية وأن يوفقهم لما فيه خيرهم ونجاتهم .
وأما الآية الكريمة : ولَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ ولا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّه هُوَ الْهُدى ولَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّه مِنْ وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ



[1] نظراء وأمثال .
[2] تنزيها له تعالى عن اتّخاذ الولد وكل ما لا يليق به . ( 3 ) منقادون خاضعون . ( 4 ) أي مبدعهما وموجدهما . ( 5 ) أراد شيئا أو أحكم أمرا وحتّمه . ( 6 ) أحدث فيحدث .

56

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست