responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 57


( 120 ) ) * [ البقرة : 2 / 120 ] فسبب نزولها : أن اليهود والنصارى طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدنة ، ووعدوه أن يتّبعوه بعد مدة خداعاً منهم ، فأعلمه الله تعالى أن إعطاءه الهدنة لا ينفع عندهم ، وأطلعه الله على سر خداعهم ( 1 ) .
وهي دليل واضح على تعصب اليهود والنصارى ضد المسلمين وعدم اعترافهم بالدين الآخر وهو شريعة الإسلام ، فلن ترضى اليهود عنك حتى تتبع ملتهم ، ولن ترضى النصارى عنك حتى تتبع ملتهم ، فهما مشتركان في الرفض كل على حدة ، وجمع الكلام إيجازاً . والملة : الطريقة المشروعة للناس ، وهي الدين أو الشريعة .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأمل مبادرة أهل الكتاب إلى الإيمان برسالته ، لوجود جسور مشتركة بين الأديان في الدعوة إلى توحيد الله وإصلاح العقائد الفاسدة ، وتقويم اعوجاج الفطرة الإنسانية ، فكانت الآية تيئيساً للنبي عليه الصلاة والسلام من احتمال إسلامهم ، وبإبطال مزاعمهم أن ملتهم هي الهدى دون غيرها ، فرد الله تعالى عليهم بأن ما أنت عليه يا محمد هو الهدى الحقيقي لا ما يدعيه هؤلاء ، فهم الذين خرجوا عن أصول الدين العام ، بالإضافة ، والتبديل ، والتحريف ، وزرع الفرقة بين منهج الأنبياء فيما أنزله الله عليهم .
ثم وجه الله تعالى إنذاراً شديداً لجميع الناس متبدئاً بخطاب النبي صلى الله عليه وسلم المعصوم من الزيغ لكن من غير قصد له ، وإنما باعتباره القائد الرمز لأمته أمة الدعوة وأمة الإجابة . ومضمون هذا الإنذار : أنه لو اتبعت مناهج أهل الكتاب المحرّفة والمضافة بعد بيان الحق واليقين بالوحي الإلهي المنزل عليك ، فلن يكون لك ولي يتولى الإصلاح ولا نصير أو معين ينصرك ، أو يرشدك إلى طريق الهدى ، لأن اتباع الأهواء ضلال وانحراف وضياع . وهو إرشاد لكل من عرف الحق ليظل مصراً على منهجه دون التأثر بلوم أحد أو إنكار معاند أو جاحد .


( 1 ) التفسير الوجيز لابن عطية 1 / 469 .

57

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست