responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 518


والأرزاق التي لا تحتاج إلى طبخ كالفواكه والثمار ، فإن اللَّه تعالى قادر إتمام عملية الطبخ والتصنيع البسيطة جدّا بتأثيرات الحرارة الجوية أو الأرضية مثلا ، وهذا ما حدث في قصة المائدة الجاهزة للأكل التي أنزلها اللَّه على عيسى وقومه .
قال اللَّه تعالى :
[ سورة المائدة ( 5 ) : الآيات 112 الى 115 ] * ( إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً ( 1 ) مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللَّه إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 112 ) قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا ونَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا ونَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ ( 113 ) قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً ( 2 ) لأَوَّلِنا وآخِرِنا وآيَةً مِنْكَ وارْزُقْنا وأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ( 114 ) قالَ اللَّه إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُه عَذاباً لا أُعَذِّبُه أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ ( 115 ) ) * [ المائدة : 5 / 112 - 115 ] .
هذه نعمة تاسعة بعد النّعم الثمانية التي أوردها الحق تعالى في آيات سابقة وأنعم بها على عيسى عليه السّلام .
ومضمون الإخبار بهذه النعمة : إخبار محمد عليه الصلاة والسلام وأمّته بنازلة الحواريين في المائدة ، وهي تقتضي تأدّب كل أمة مع نبيّها ، فلا تطلب شيئا من المعجزات المادّية التي لا معنى لها ، فذلك امتحان يتعالى اللَّه عنه ، فهو القادر المقتدر على كل شيء . ومع ذلك فإن اللَّه قد يتنزل لمستوى عقول البشر وطلباتهم ، فيجيبهم عما طلبوا أو سألوا .
والمعنى : اذكر يا محمد حين طلب الحواريون أصحاب عيسى منه إنزال مائدة من السماء ليأكلوا منها ، وتكون دليلا مادّيا يؤكد صدق عيسى .
فقالوا : يا عيسى ، هل يفعل ربّك ويرضى أن ينزل علينا مائدة طعام من السماء ،


( 1 ) خوانا عليه طعام . ( 2 ) يوم نعظَّمه ونسرّ به .

518

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 518
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست