responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 444


يظهر مما تقدم أن مقاصد القرآن الكريم ثلاثة :
1 - إن المتّبع لما يرضي اللَّه والمقبل على مراده يهديه القرآن إلى طريق النّجاة والسّلامة من الشّقاء والعذاب في الدنيا والآخرة ، باتّباع الإسلام ، والإسلام دين الحق والعدل والإخلاص والإنقاذ .
2 - إن القرآن المجيد يخرج المؤمنين به من ظلمات الكفر والشّرك والوثنية ، والوهم والخرافة ، وانحراف التفكير ، إلى نور التوحيد الخالص .
3 - إن القرآن العظيم يهدي الناس ويرشدهم إلى الطريق الصحيح الموصل إلى الهدف السديد من الدين ، وإلى خيري الدنيا والآخرة .
وكل هذه المقاصد القرآنية الموجهة إلى العالم بأجمعه إكمال لرسالات الأنبياء المتقدمين ، وبناء وتقدّم وحضارة ومسيرة في الطريق الصحيح ، وخير للبشرية جمعاء ، قال اللَّه تعالى : * ( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ويُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ( 9 ) وأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً ( 10 ) ) * [ الإسراء : 17 / 9 - 10 ] .
ادّعاء النّجاة في الآخرة هذا العالم الكبير من ملكوت السماوات والأرض والوجود يشتمل على خالق قديم أزلي لم يتقدمه شيء ، ومخلوق حادث أوجده الخالق ، ومن المستحيل عقلا أن تكون صفات الخالق مثل صفات المخلوقات ، وإلا كان مثلها واحتاج إلى من يوجده ، فنقع في سلسلة من الافتراضات لا حصر لها ، وهذا ممنوع في المنطق السليم . وحينئذ لا يتصور أن يكون أحد من المخلوقات له صفات الخالق المبدع أو حظَّ من الألوهية ،

444

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست