responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 443


ودين الحق إلى جميع أهل الأرض ، وأنه بعثه بالبينات والفرق بين الحق والباطل .
ووصف الرسول هنا بصفتين :
الأولى - أنه يبين لهم كثيرا مما يخفون من أحكام الكتاب الإلهي وهو التوراة ، قال ابن عباس : « أخفوا صفة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وأخفوا أمر الرّجم ، وعفا عن كثير مما أخفوه ، فلم يفضحهم ببيانه » . والإخفاء أدب جمّ من القرآن ، لأن المهم أن يؤمنوا بالقرآن ، ولا داعي للإثارة المبعدة عن الإيمان وإعلان الحق .
الصفة الثانية - ويعفو عن كثير ، أي يترك كثيرا ولا يظهر ما تكتمونه أنتم ، إبقاء عليكم ، وإنما لم يظهره لعدم الحاجة إليه في الدين . وهذا يدعوهم إلى أن يكونوا صرحاء جريئين في بيان أحكام الشرع الإلهي دون كتمان شيء ، ولا تهرّب من إظهار الحقائق . وإذا كان العفو من النّبي عليه الصّلاة والسّلام فبأمر ربّه . وإذا كان من اللَّه تبارك وتعالى فعلى لسان نبيّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . والمعنيان متقاربان .
وقوله تعالى : * ( قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا ) * يعني محمدا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وفي الآية الدلالة على صحة نبوّة محمد ، لأن إعلامه أهل الكتاب بخفي ما في كتبهم ، وهو أمّي لا يقرأ ولا يكتب دليل على أن ذلك إنما هو وحي يأتيه من عند اللَّه تعالى .
ثم وصف اللَّه تعالى ما جاء به من عنده بأن محمدا الرسول أو القرآن نور يضيء درب الحق ، وأن القرآن كتاب واضح يهدي به اللَّه من أقبل عليه ، واتّبع الدين الذي يرضى به اللَّه تعالى ، يهدي إلى طريق النّجاة والسّلامة ومناهج الاستقامة ، وينجّي الناس من المهالك ، ويخرجهم من ظلمات الكفر والضّلال إلى نور الحق والإيمان ، ويرشدهم إلى الطريق القويم وهو الدين الحق الذي يوصل الناس إلى خيري الدنيا والآخرة . وذلك لأن طريق الحق واحد لذاته ، وطريقه مستقيم واحد ، لا اعوجاج فيه ولا غموض ، أما الباطل فله شعاب كثيرة ، وكلها معوجّة .

443

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست