responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 416


قال اللَّه تعالى منذرا ومبيّنا :
[ سورة النساء ( 4 ) : الآيات 167 الى 170 ] * ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّه قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً ( 167 ) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّه لِيَغْفِرَ لَهُمْ ولا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً ( 168 ) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّه يَسِيراً ( 169 ) يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّه ما فِي السَّماواتِ والأَرْضِ وكانَ اللَّه عَلِيماً حَكِيماً ( 170 ) ) * [ النساء : 4 / 167 - 170 ] .
أخبر اللَّه تعالى عن الكافرين الذين يصدّون عن سبيل اللَّه : أنهم قد بعدوا عن الحق ، وضلَّوا ضلالا بعيدا عن الصواب ، لا أمل في رجوعهم عنه ، ولا تخلصهم منه ، إنهم بكفرهم وجحودهم بالله ورسوله ، وصدهم أنفسهم وغيرهم عن ساحة الإيمان ، ومقاومتهم لسبيل الدعوة الصحيحة إلى اللَّه ، إنهم بهذا أخطئوا الطريق .
وهم أيضا ظلموا أنفسهم باتباعهم الشيطان ووضعهم الشيء في غير موضعه ، وهو الكفر بالله وجحود نعمته عليهم ، سواء النعمة الظاهرة أو الباطنة .
لقد صاروا بكفرهم وصدّهم عن سبيل اللَّه وظلمهم أنفسهم في وضع سيء ، وفي شأن وحال لم يكن اللَّه تعالى ليغفر لهم ، فالله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء . واستحقوا بإصرارهم على كفرهم ألا يهديهم اللَّه ولا يوفقهم إلى خير أبدا لأنهم ملؤوا أنفسهم وقلوبهم بظلام الكفر والضلال ، حتى لم يعد يتسع للنور والهداية الإلهية .
ولا يوفقهم ويدلَّهم إلا على طريق جهنم الذي سلكوه ، فكانوا في النار خالدين فيها أبدا على الدوام ، جزاء ما قدموا من أعمال قبيحة ، وما اختاروا في حياتهم من سلوك دروب الغواية والانحراف ، وكان إدخالهم جهنم أمرا هينا وسهلا ويسيرا كل اليسر على اللَّه تعالى ، فلا يعجزه أحد في الأرض ولا في السماء ، ولا يبالي اللَّه بهم ، كما ورد في الحديث عند البخاري : « يذهب الصالحون ، الأول فالأول ، ويبقى

416

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست