responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 417


حفالة كحفالة الشعير أو التمر ، لا يباليهم اللَّه بالة « والحفالة : النفاية والرديء من كل شيء ، والبالة : المبالاة .
وبعد هذا الإنذار الشديد لأهل الضلالة وبيان جزائهم ، دعا القرآن إلى الإيمان الحق ، تذكيرا للناس ، وهذا من أسلوب القرآن الذي يقرن بين الأشياء المتعارضة ، وبضدّها تتميز الأشياء . والدعوة إلى الإيمان عامة شاملة للناس جميعا دون تمييز ولا تعصب ولا انغلاق ، وإنما بانفتاح ومحبة الخير للجميع . ومضمون هذه الدعوة :
يا أيها الناس جميعا ، قد جاءكم الرسول محمد بالقرآن والحق والخير والهدى والفلاح ، فآمنوا برسالته ، يكن الإيمان خيرا لكم لأنه يزكيكم ويطهركم من الأدناس والأرجاس ، ويرشدكم لما فيه السعادة في الدنيا والآخرة ، والحق الذي أتى به محمد من ربّه : هو القرآن المعجز ، والدعوة إلى عبادة اللَّه وحده ، والإعراض عن غيره .
وإن تكفروا أيها الناس ، فإن اللَّه غني عنكم وعن إيمانكم ، وقادر على عقابكم ، ولا يتضرر بكفرانكم ، فإن لله جميع ما في السماوات والأرض ملكا وخلقا وتصريفا وعبيدا ، وشأن العبيد الخضوع لحكم اللَّه ، وأمره ، كما قال اللَّه تعالى : * ( وقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ ومَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّه لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ( 8 ) [ إبراهيم : 14 / 8 ] .
واللَّه تعالى معذبكم ومجازيكم على كفركم في الآخرة . فليس وراء الموت إلا الجنة أو النار ، واللَّه سبحانه عليم بشؤون خلقه ، حكيم في صنعه ، لا يحكم إلا بالحق والعدل ، ولا يجازي إلا من ظلم وكفر ، وعصى وجحد .

417

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست