responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 366


المتخلفين عن القيام بالواجب والمشاركة بالجهاد وخوض المعارك من غير عذر شرعي .
قال اللَّه تعالى مقررا هذا المبدأ :
[ سورة النساء ( 4 ) : الآيات 95 الى 96 ] * ( لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ( 1 ) والْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّه بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّه الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وكُلاًّ وَعَدَ اللَّه الْحُسْنى وفَضَّلَ اللَّه الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ( 95 ) دَرَجاتٍ مِنْه ومَغْفِرَةً ورَحْمَةً وكانَ اللَّه غَفُوراً رَحِيماً ( 96 ) ) * [ النساء : 4 / 95 - 96 ] .
روى البخاري وغيره أن الآية لما نزلت : * ( لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) * جاء عبد اللَّه بن أم مكتوم - وكان أعمى - حين سمعها ، فقال : يا رسول اللَّه ، هل من رخصة ، فإني ضرير البصر ؟ فنزلت عند ذلك * ( غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ) * فاستدعى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أحد كتاب الوحي ، فجاءه ومعه الدواة واللوح والكتف ، فقال : اكتب * ( لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ والْمُجاهِدُونَ ) * .
والآية تقرر أنه لا مساواة في الشرع والطبع والعقل بين المؤمنين المجاهدين بأموالهم وأنفسهم وبين القاعدين بأنفسهم ، المتكاسلين حرصا على الراحة والنعيم والبعد عن المخاطر والتضحيات . وقوله تعالى : * ( بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ ) * هي الغاية في كمال الجهاد ، لقد فضل اللَّه المجاهدين على القاعدين بالأجر العظيم ، ومنحهم الدرجات العالية في الجنان ، والظفر بالمغفرة الكبيرة الواسعة من اللَّه تعالى بسبب ما قدموا من جهود وتحملوا من أعباء ومتاعب ، وتعرضوا للظمأ والعطش ، والجوع في سبيل اللَّه ، وأغاظوا الأعداء ، ودافعوا عن البلاد والحرمات ، وقمعوا العدوان ، وأحبطوا مكائد المعتدين ، وردوا كيدهم في نحورهم ، وحققوا لواء العزة والمجد للمؤمنين وديارهم فلا غرابة أن يستحقوا الرضوان الإلهي ، وتعمهم نفحات الرحمة والفضل الواسع .


( 1 ) أصحاب الأعذار المانعة من الجهاد .

366

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست