responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 354


قال اللَّه تعالى :
[ سورة النساء ( 4 ) : الآيات 85 الى 87 ] * ( مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَه نَصِيبٌ مِنْها ومَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَه كِفْلٌ مِنْها وكانَ اللَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً ( 1 ) ( 85 ) وإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّه كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ( 2 ) ( 86 ) اللَّه لا إِله إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيه ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّه حَدِيثاً ( 87 ) ) * [ النساء : 4 / 85 - 87 ] .
الآية الأولى : * ( مَنْ يَشْفَعْ ) * هي في شفاعات الناس - أي وسائطهم - بينهم في حوائجهم ، فمن يشفع لينفع فله نصيب وثواب لشفاعته الحسنة ، ومن يشفع ليضر ، فله كفل ، أي نصيب . فهي تتضمن التحريض على الشفاعة في أمور الخير ، كبناء مسجد أو مشفى أو مدرسة أو جهاد في سبيل اللَّه أو إحسان إلى المحتاجين أو إنقاذ الضعفاء والمساكين أو تحقيق مصلحة عامة للمجتمع في القرية أو المدينة أو الدولة .
والشفاعات في هذا الاتجاه مطلوبة ، لأنها تعاون على البر والتقوى ، وإبعاد للناس عن الشر والضرر ، وتحقيق البناء الاجتماعي المتين ، قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عن الشفاعة في الخير فيما رواه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه : « اشفعوا تؤجروا ، ويقضي اللَّه على لسان نبيه ما شاء » .
أما الشفاعة السيئة في الأمور الضارة ، فقد نهى القرآن الكريم عنها ، لضررها وإفسادها الضمائر والنفوس ، والإساءة فيها للمصلحة العامة ، ومن أمثلة الشفاعة السيئة : التوسط لإيذاء شخص ، أو الاعتداء على عرضه أو ماله ، أو السعي بالإفساد بين الناس ، أو دفع الرشاوى لتضييع الحقوق أو الاستيلاء على مال الآخرين ، أو محاولة تعطيل حد من حدود اللَّه ، أو تبرئة ظالم أو جان أو متهم باختلاس أو تزوير أو محاولة إهدار أو إنقاص حق من الحقوق المالية أو الأدبية ، كتجاوزات الجيران بعضهم على بعض في الأرض أو السكن أو العمل ، فكل هذه


( 1 ) أي قديرا حفيظا . ( 2 ) أي محاسبا على العمل ومكافئا له .

354

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست