responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 355


الأمثلة من أنواع الشفاعة السيئة ، ومن شفع شفاعة سيئة فقد وقع في الإثم الكبير وعرّض نفسه لسخط اللَّه تعالى .
ومن الطريف أن آية الشفاعة جاء بعدها آية التحية ، والتحية نوع من الشفاعة الحسنة لأنها تقرب الناس بعضهم من بعض ، وتنشر المحبة وتقوي أواصر المودة ، وتقتلع الأحقاد وسوء التفاهم ، وتمنع التحية شرا كبيرا أو تآمرا عظيما إذا توافرت النيات الحسنة ، واستنارت القلوب بنور الإيمان الحق بالله ورسله وكتبه .
وآداب وواجبات التحية كثيرة منها أن الواجب ردها بأحسن منها أو بمثلها ، فإذا حيّا الإنسان أخاه بقوله : مرحبا أو السلام عليكم أجابه بقوله : مرحبا وأهلا وسهلا ، أو بقوله : ( وعليكم السلام ورحمة اللَّه وبركاته ) وإحسان الرد يكون أيضا بزيادة معنوية طيبة كريمة كالبشاشة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة والسؤال عن الحال والأهل والعمل ، واللَّه سبحانه يحاسب على كل شيء ويمنح الفضل والرحمة والثواب على كل خير من التحية أو ردها ، والضيافة والبشاشة وترك التجهم والعبوس في وجوه الآخرين ، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيما رواه مسلم وغيره : « والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم » .
وجاء في نهاية آية التحية بيان جزائها فقال تعالى : * ( إِنَّ اللَّه كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ) * أي يحاسبكم على كل شيء من التحية وغيرها .
ثم كانت الآية الثالثة متوّجة أعمال الناس بضرورة اللجوء إلى اللَّه وحده ، ومحددة لهم المقاصد الحسنة في الدنيا ، ومحذرة لهم من حساب الآخرة : * ( اللَّه لا إِله إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ) * وهذه الآية تقرر ركنين أساسيين للدين وهما : إثبات توحيد اللَّه ، فهو الذي يقصد بحق في كل عمل ، وإثبات البعث والجزاء في الآخرة لحمل الناس على الاستعداد للقاء اللَّه بالأعمال الصالحة ، لأن اللَّه يجازي كل عامل بعمله .

355

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست