نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 234
تؤمنون بالكتب السماوية كلها ، ومنها كتابهم ، وتصدقون بكل الرسل ومنهم رسولهم ، ومع هذا هم لا يحبونكم ، وهم إذا قابلوكم أظهروا الإيمان بدينكم وجاملوكم ، وإذا خلوا إلى أنفسهم وشياطينهم ، أظهروا شدة الغيظ والحقد عليكم ، فليموتوا بغيظهم ، فإن الله عليم بما تنطوي عليه نفوسهم . إنهم إذا أصابكم خير وخصب ونصر ووحدة ساءهم ، وإذا أصابكم شر فرحوا ، بسبب شدة العداوة والحسد لكم ، فإن تصبروا أيها المؤمنون على كيدهم وتآمرهم وعلى كل حال ، واتقيتم الله واتخذتم الوقاية من كيد عدوكم ، فإن الله ضمن لكم السلامة والنجاة من شرهم وضررهم ، وسيرد كيدهم في نحورهم ، ويجازيهم على كل ذلك ، أي إن صبرتم واتقيتم . إن أسوأ ما يصدّع بناء الدولة والأمة ويكون أداة هدم وتدمير لوجودها وتحطيم كيانها هو اتخاذ بعض الأعداء مستشارين في قضايا الأمة الخطيرة ورسم سياستها ووضع الخطط الاقتصادية والتربوية والاجتماعية لها ، لأن الإخلاص للأمة ومحبة الخير لها ينبعان من الإيمان برسالة الأمة ، والاعتقاد بأهليتها للقيادة وإظهار قوتها وعزتها ومنعتها أمام الأمم الأخرى . فضيلة الصبر والتقوى في المعارك وغيرها قارن الله تعالى بين موقفين متعارضين للمؤمنين في معركتي بدر وأحد ، ففي معركة بدر الكبرى التي وقعت يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان بعد ثمانية عشر شهرا من الهجرة ، صبر المؤمنون القلة أمام الفئة الكثيرة من المشركين ، وتضرعوا وأنابوا إلى الله ، والتزموا جانب التقوى لله ، واستنصروا بربهم ، فنصرهم الله تعالى ، وأمدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين أي معلمين .
234
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 234