responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 175


العلم إذا كانت ذات ظواهر علمية دنيوية ، ودور العلماء فيها : إدراك بعض النواحي منها المتعلقة بالحس والعقل ، وترك حقيقة المغيبات إلى اللَّه تعالى ، سبيلهم التسليم إلى اللَّه ، قائلين : آمنا بذلك ، كل من عند ربنا . وهكذا فإن المحكم : ما لا يحتمل إلا تأويلا واحدا . والمتشابه : ما احتمل من التأويل أوجها .
قال اللَّه تعالى مبينا المحكم والمتشابه وموقف الناس منهما :
[ سورة آلعمران [3] : الآيات 7 الى 9 ] * ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْه آياتٌ مُحْكَماتٌ [1] هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ [2] وأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ( 3 ) فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ( 4 ) فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَه مِنْه ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وابْتِغاءَ تَأْوِيلِه وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَه إِلَّا اللَّه والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِه كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الأَلْبابِ ( 7 ) رَبَّنا لا تُزِغْ ( 5 ) قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ( 8 ) رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيه إِنَّ اللَّه لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ ( 9 ) ) * [ ال عمران : 3 / 7 - 9 ] .
والسبب في اشتمال القرآن على بعض الآيات المتشابهات : هو تمييز الصادق الإيمان من ضعيفة ، وإعطاء الفرصة لعقل المؤمن ، من أجل البحث ، والنظر والتأمل حتى يصل إلى حد العلم الناضج ، فيكون الناس على درجات ، كل يفهم بقدر عقله وإدراكه ، ولكن لا يصح لأحد أن يتصيد من القرآن أو من المتشابهات ما يتفق مع هواه وزيغه ، وضلاله وانحرافه ، فعلى أهل العلم والعقول الصافية التزام جانب العقيدة الصحيحة المتفقة مع ظواهر القرآن وآياته المحكمة ، وهم يقولون : ربنا لا تمل قلوبنا عن الحق بعد هدايتك لنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ترحمنا وتوفقنا إلى الخير والسداد ، إنك أنت الوهاب . ربنا إنك جامع الناس يوم القيامة ، يوم لا شك فيه ، فاغفر لنا ووفّقنا واهدنا ، إنك لا تخلف الميعاد .



[1] واضحات الدلالة من غير أي اشتباه .
[2] أصله الذي يرد إليه .
[3] خفيات لا تتضح إلا بنظر دقيق . ( 4 ) ميل وانحراف عن الحق . ( 5 ) لا تملها عن الحق والهدى .

175

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست