responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 174


المحكم والمتشابه في القرآن آيات القرآن نوعان : محكمات أي ظاهرات الدلالة لا خلاف في معناها ، ومتشابهات : أي التي لم يظهر معناها ولم يتضح ، بل خالف ظاهر اللفظ المعنى المراد .
أما الآيات المحكمات : فهي جميع الآيات المتعلقة بالتكاليف الشرعية التي تخص العباد ، فهذه لا غموض فيها ولا التباس ، مثل فرائض الصلاة والصيام ، والحج والزكاة ، والإحسان إلى الوالدين وتحريم المحرمات من النساء وتحريم بعض المطعومات والمشروبات كالميتة والدم ، والخمر ولحم الخنزير والمذبوح لغير اللَّه ، ومثل عبودية الرسل والأنبياء لله وكونهم بشرا في غير النبوة والوحي مثل نوح وإبراهيم وعيسى وموسى ومحمد عليهم السلام ، وأما الآيات المتشابهات : فهي التي لا تتعلق بالتكاليف الشرعية ، والعلم بها نوع من الترف العقلي والفلسفات التي تختص بالعلماء وأهل النظر والفكر ، وهي أنواع ، منها لا يمكن العلم به إطلاقا كأمر الروح ، وأوقات الأشياء الغيبية التي قد أعلم اللَّه بوقوعها واختص بمعرفتها ، مثل وقت قيام الساعة ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وقيام دابة من الأرض تكلم الناس ، ومجيء الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، ونحو الحروف المقطَّعة في أوائل السور ، ومن الآيات المتشابهة ماله أكثر من معنى في اللغة ووجوه ومناح في كلام العرب ، كقوله تعالى في شأن عيسى : * ( وكَلِمَتُه أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنْه ) * [ النساء : 4 / 171 ] . وقوله : * ( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ورافِعُكَ إِلَيَّ ) * [ آل عمران : 3 / 55 ] . وكقوله تعالى : * ( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ( 5 ) ) * [ طه : 20 / 5 ] . وقوله سبحانه : * ( يَدُ اللَّه فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) * [ الفتح : 48 / 10 ] .
فهذه آيات متشابهات تحتمل عدة معان ، ويخالف ظاهر اللفظ فيها المعنى المراد ، فهي مما استأثر اللَّه بعلمها لأنها من أحوال الآخرة ، أو يعلم اللَّه تعالى بها علما تاما على الاستيفاء والشمول ، وقد يعلم بعض جوانبها دون استيفاء الراسخون في

174

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست