نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 173
واللَّه الإله بحق هو الذي أنزل القرآن على قلب النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إنزالا مقرونا بالحق ، أي باستحقاق أن ينزّل ، لما فيه من المصلحة الشاملة ، ومشتملا على الحقائق الثابتة من خبر وأمر ونهي ومواعظ ، وهذا القرآن مصدّق لما تقدمه من الكتب المنزلة على الأنبياء قبله ، ومؤكد ما أخبرت به وبشرت ، واللَّه هو الذي أنزل التوراة على عبده ونبيه موسى ، والإنجيل على عبده ونبيه عيسى ، فليس المنزّل للكتب على الأنبياء بشرا عاديا من الناس . وتتضمن هذه الكتب الإلهية هداية الناس وإرشادهم إلى الطريق السوي ، وإلى الوحي الحكيم وتشريع الشرائع ، وأنزل اللَّه في هذه الكتب الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل بالدلائل والبراهين ، ووهب اللَّه العقل والفهم للناس ليدركوا ما هو حق ثابت ، ويقاوموا ما هو شر زائل . فكيف يكون إلها من ليس متصفا بهذه الصفات ، وإن الذين كفروا بآيات اللَّه الواضحة التي تدل على كمال وصفه وسمو نعته بكل صفات الجمال والجلال والألوهية والربوبية ، لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب في الآخرة ، وبما كانوا يظلمون ، واللَّه قوي لا يغلب ، منتقم جبار ممن يشرك به شريكا آخر ، وهو الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء . ومن مظاهر قدرة اللَّه التي لا تتوافر إطلاقا لغيره : أنه هو الذي يصوّر ويكوّن البشر في الأرحام كيف يشاء من ذكورة وأنوثة ، وخصائص وطباع وطول وقصر ، وألوان من سواد وبياض ونحو ذلك ، وكل ذلك دليل قاطع على أن هذا الخالق المبدع هو اللَّه الذي لا إله إلا هو العزيز ( الغالب ) الحكيم ( ذو الحكمة أو المحكم في مخلوقاته ) . أفيعقل بعد هذا أن يدعي أحد أنه هو اللَّه ، أو يوصف من أحد أنه هو اللَّه ، إن ذلك هو الافتراء المبين ، والضلال الواضح ، والإفك والكذب القاطع .
173
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 173