responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 76


ألوهيته كما غالت بعض الفرق في تعظيم أنبيائها أو زعمائهم فادعت ألوهيتهم .
والسورة : الطائفة من القرآن المسماة باسم خاص ، والتي أقلها ثلاث آيات ، والضمير في قوله ( من مثله ) يعود على المنزل وهو القرآن .
والمراد من مثل القرآن : ما يشابهه في حسن النظم ، وبراعة الأسلوب وحكمة المعنى . وهذا الوجه من الإعجاز يتحقق في كل سورة .
وقيل : إن الضمير في قوله ( من مثله ) يعود على المنزل عليه القرآن ، وهو النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ولكن الرأى الأول أرجح .
قال الإمام الرازي ما ملخصه : وعود الضمير إلى القرآن أرجح لوجوه :
أحدها : أن ذلك مطابق لسائر الآيات الواردة في باب التحدي لا سيما ما ذكره في سورة يونس من قوله : فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِه . . .
وثانيها : أن البحث إنما وقع في المنزل وهو القرآن ، لأنه قال : * ( وإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا . . ) * فوجب صرف الضمير إليه ، ألا ترى أن المعنى ، وإن ارتبتم في أن القرآن منزل من عند اللَّه فهاتوا أنتم شيئا مما يماثله ، وقضية الترتيب لو كان الضمير مردودا إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يقال : وإن ارتبتم في أن محمدا منزل عليه فهاتوا قرآنا مثله .
وثالثها : أن الضمير لو كان عائدا إلى القرآن لاقتضى كونهم عاجزين عن الإتيان بمثله سواء اجتمعوا أو انفردوا وسواء كانوا أميين أو عالمين ، أما لو كان عائدا إلى محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فذلك لا يقتضى إلا كون آحادهم من الأميين عاجزين عنه ، لأنه لا يكون مثل محمد إلا الشخص الأمى ، فأما لو اجتمعوا وكانوا قارئين لم يكونوا مثل محمد ، لأن الجماعة لا تماثل الواحد . والقارئ لا يكون مثل الأمى ، ولا شك أن الإعجاز على الوجه الأول أقوى .
ورابعها : أننا لو صرفنا الضمير إلى محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لكان ذلك يوهم أن صدور مثل القرآن مما لم يكن مثل محمد في كونه أميا ممكن ، ولو صرفناه إلى القرآن لدل ذلك على أن صدور مثله من الأمى ومن غير الأمى ممتنع فكان هذا أولى ) « 1 » .
وقوله - تعالى - : * ( وادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّه ) * معطوف على قوله : * ( فَأْتُوا بِسُورَةٍ ) * .
وادعوا : من الدعاء ، والمراد به هنا : طلب حضور المدعو أى : نادوهم .
وشهداءكم : أى : آلهتكم ، جمع شهيد وهو القائم بالشهادة ، فقد كانوا يزعمون أن آلهتهم


( 1 ) تفسير الفخر الرازي ج 1 ص 222 .

76

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست