responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 624


ومن المفسرين من يرى أن الضمير في قوله : * ( هُداهُمْ ) * يعود إلى المسلمين المخاطبين في الآيات السابقة ، فيكون المعنى : لا يجب عليك أيها الرسول الكريم أن تجعل المسلمين جميعا مهديين إلى الإتيان بما أمروا به ومنتهين عما نهوا عنه من ترك المن والأذى والرياء في صدقتهم ، ولكن اللَّه وحده هو الذي يهدى من يشاء هدايته إلى الاستجابة لتوجيهات هذا الدين الحنيف .
قال الآلوسى : وعلى هذا الرأى تكون الجملة معترضة جيء بها على طريق تلوين الخطاب وتوجيهه إلى سيد المخاطبين صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مع الالتفات إلى الغيبة فيما بين الخطابات المتعلقة بأولئك المكلفين مبالغة في حملهم على الامتثال . . ثم قال : « والذي يستدعيه سبب النزول رجوع ضمير * ( هُداهُمْ ) * إلى الكفار ، وحينئذ لا التفات ، وإنما هناك تلوين الخطاب فقط . . . . » « 1 » .
ثم حض - سبحانه - المؤمنين على الإنفاق في وجوه الخير فقال : * ( وما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ ) * أى : ما تقدمونه من مال في وجوه البر - أيها المؤمنون - فإن نفعه سيعود عليكم بالسعادة في الدنيا ، وبالثواب الجزيل في الآخرة ، فكونوا أسخياء في الإحسان إلى الفقراء ، وابتعدوا عن وسوسة الشيطان الذي يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ويَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ .
و « ما » شرطية جازمة لتنفقوا ، وهي منتصبة به على المفعولية ، و « من » للتبعيض وهي متعلقة بمحذوف وقع صفة لفعل الشرط والتقدير : أى شيء تنفقوا كائنا من المال فهو لأنفسكم لا ينتفع به في الآخرة غيرها .
قال الفخر الرازي ما ملخصه : وقوله - تعالى - : * ( وما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْه اللَّه ) * يحتمل وجوها .
الأول : أن يكون المعنى : ولستم في صدقتكم على أقاربكم من المشركين تقصدون إلا وجه اللَّه ، فقد علم اللَّه هذا من قلوبكم ، فأنفقوا عليهم إذا كنتم إنما تبغون بذلك وجه اللَّه في صلة رحم وسد خلة مضطر ، وليس عليكم اهتداؤهم حتى يمنعكم ذلك من الإنفاق عليهم .
الثاني : أن هذا وإن كان ظاهره خبرا إلا أن معناه نهى أى : ولا تنفقوا إلا ابتغاء وجه اللَّه .
الثالث : أن قوله : * ( وما تُنْفِقُونَ ) * أى ولا تكونوا منفقين مستحقين الاسم الذي يفيد المدح حتى تبتغوا بذلك وجه اللَّه . وفي ذكر الوجه تشريف عظيم لأنك إذا قلت : فعلت هذا الشيء لوجه زيد فهو أشرف في الذكر من قولك : فعلته له لأن وجه الشيء أشرف ما فيه ، ثم كثير حتى


( 1 ) تفسير الآلوسى ج 3 ص 45 بتصرف وتلخيص .

624

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 624
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست