responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 623


قال القرطبي ما ملخصه : قوله - تعالى - : * ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ ) * هذا الكلام متصل بذكر الصدقات ، فكأنه بين فيه جواز الصدقة على المشركين . روى سعيد بن جبير مرسلا عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في سبب نزول هذه الآية أن المسلمين كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة ، فلما كثر فقراء المسلمين قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم « . فنزلت هذه الآية مبيحة للصدقة على من ليس من دين الإسلام . وروى عن ابن عباس أنه قال : كان ناس من الأنصار لهم قرابات من بنى قريظة والنضير كانوا لا يتصدقون عليهم رغبة منهم في أن يسلموا إذا احتاجوا فنزلت الآية بسبب أولئك . ثم قال : قال علماؤنا : هذه الصدقة التي أبيحت لهم حسب ما تضمنته هذه الآثار هي صدقة التطوع ، وأما المفروضة فلا يجزئ دفعها لكافر ، لقوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأردها في فقرائكم » « 1 » .
والمعنى : ليس عليك يا محمد هداية من خالفك في دينك . ولكن اللَّه - تعالى - يهدى من يشاء هدايته إلى نور الإيمان ، وطريق الحق . وما دام الأمر كذلك فعليك وعلى أتباعك أن تعاملوا غيركم بما يوجبه عليكم إيمانكم من سماحة في الخلق ، وعطف على المحتاجين حتى ولو كانوا من المخالفين لكم في الدين .
وعلى هذا المعنى الذي يؤيده سبب النزول يكون الضمير في قوله : * ( هُداهُمْ ) * يعود على غير المسلمين .


( 1 ) تفسير القرطبي ج 3 ص 237 .

623

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 623
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست