responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 596


قوله : * ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ ) * والكاف اسمية بمعنى مثل معمولة لأرأيت محذوفا . أى أو أرأيت مثل الذي مر على قرية . . وحذف لدلالة * ( أَلَمْ تَرَ ) * عليه . وقيل : إن الكاف زائدة والتقدير : ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم أو الذي مر على قرية . . وقيل : إن العطف هنا محمول على المعنى كأنه قيل : أرأيت شيئا عجيبا - كالذي حاج إبراهيم في ربه ، أو كالذي مر على قرية » « 1 » .
والذي * ( مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ ) * قيل هو عزيز بن شرخيا ، وقيل حزقيال بن بوزى وقيل غير ذلك ، والقرية قيل المراد بها بيت المقدس وكان قد خربها « بختنصر » البابلي . . والقرآن الكريم لم يهتم بتحديد الأشخاص والأماكن لأنه يقصد العبرة وبيان الحال والشأن . وجملة * ( وهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ) * في موضع الحال من الضمير المستتر في * ( مَرَّ ) * والواو رابطة بين الجملة الحالية وبين صاحبها والإتيان بها واجب لخلو الجملة من ضمير يعود على صاحبها وقيل هي حال من قرية ، وسوغ إتيان الحال منها مع كونها نكرة وقوعها بعد الاستفهام المقدر وهو أرأيت ومعنى * ( وهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ) * أن جدرانها ساقطة على سقوفها ، أى أن الخراب قد عمها والدمار قد نزل بها ، فأصبحت خالية من أهلها وفارغة ممن كان يعمرها وأصل الخواء الخلو . يقال خوت الدار وخربت تخوى خواء إذا سقطت وخلت .
والعروش جمع عرش وهو سقف البيت ويسمى العريش ، وكل شيء يهيأ ليظل أو يكنّ فهو عريش وعرش .
وقوله - تعالى - : * ( قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِه اللَّه بَعْدَ مَوْتِها ) * حكاية لما قاله ذلك الذي مر على تلك القرية ورأى فيها ما رأى من مظاهر الخراب والدمار والمعنى : أو أرأيت مثل الذي مر على قرية وهي ساقطة حيطانها على سقوفها ، وفارغة ممن كان يسكنها ، فهاله أمرها ، وراعه شأنها ، وقال على سبيل التعجب كيف يحيى اللَّه هذه القرية بعد موتها ، بأن يعيد إليها العمران بعد الخراب ، ويجعلها عامرة بسكانها الذين خلت منهم . فقوله : * ( أَنَّى يُحْيِي هذِه ) * بمعنى كيف فتكون منصوبة على الحالية من اسم الإشارة ويجوز أن تكون * ( أَنَّى ) * هنا بمعنى متى أى : متى يحيى اللَّه هذه القرية بعد موتها فتكون منصوبة على الظرفية .
وقال القرطبي : قوله : * ( أَنَّى يُحْيِي هذِه اللَّه بَعْدَ مَوْتِها ) * معناه من أى طريق وبأى سبب ، وظاهر اللفظ السؤال عن إحياء القرية بعمارة وسكان ، كما يقال الآن في المدن الخربة يبعد أن تعمر وتسكن أى : أنى تعمر هذه بعد خرابها . فكأن هذا تلهف من الواقف المعتبر على مدينته التي عهد فيها أهله وأحبته » « 2 » .


( 1 ) تفسير الآلوسى ج 3 ص 19 . ( 2 ) تفسير القرطبي ج 3 صفحة 299 .

596

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 596
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست