responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 587


ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بالصفتين التاسعة والعاشرة فقال - تعالى - : * ( ولا يَؤُدُه حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) * .
* ( يَؤُدُه ) * معناه يثقله ويشق عليه . يقال آدني الأمر بمعنى أثقلنى وتحملت منه المشقة .
و * ( الْعَلِيُّ ) * هو المتعالي عن الأشياء ، والأنداد ، والأمثال ، والأضداد وعن أمارات النقص ودلالات الحدوث . وقيل هو من العلو الذي هو بمعنى القدرة وعلو الشأن .
والمعنى : ولا يثقله ولا يتعبه حفظ السموات والأرض ورعايتهما ، وهو المتعالي عن الأشباه والنظائر ، والمسيطر على خلقه ، العظيم في ذاته وصفاته ، ففي هاتين الجملتين بيان لعظيم قدرته ، وعظيم رعايته لخلقه ، وتنزيهه - سبحانه - عن مشابهة الحوادث .
وبعد ، فهذه آية الكرسي التي اشتملت على عشر جمل ، كل جملة منها تشتمل على وصف أو أكثر من صفات اللَّه الجليلة ، ونعوته المجيدة ، وألوهيته الحقه ، وقدرته النافذة ، وعلمه المحيط بكل شيء ، قد أقامت الأدلة الساطعة على وحدانية اللَّه - تعالى - ووجوب إفراده بالعبادة .
وقد تكلم العلماء طويلا عن تناسق جملها ، وبلاغة تراكيبها ووجوه فضلها ومن ذلك قول صاحب الكشاف : « فإن قلت : لم فضلت هذه الآية على غيرها حتى ورد في فضلها ما ورد ؟
قلت : لما فضلت له سورة الإخلاص من اشتمالها على توحيد اللَّه وتعظيمه وتمجيده وصفاته العظمى ولا مذكور أعظم من رب العزة . فما كان ذكرا له كان أفضل من سائر الأذكار » « 1 » .
ومن الأحاديث التي ساقها الإمام ابن كثير في فضلها ما جاء عن أبى بن كعب أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم سأله : « أى آية في كتاب اللَّه أعظم ؟ قال اللَّه ورسوله أعلم . فرددها مرارا ثم قال : آية الكرسي . فقال له الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم » ليهنك العلم أبا المنذر « .
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنه قال : إن أعظم آية في القرآن هي آية الكرسي « .
وروى أن عمر بن الخطاب - رضي اللَّه عنه - خرج ذات يوم على الناس فقال : أيكم يخبرني بأعظم آية ؟ فقال ابن مسعود على الخبير سقطت سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول : أعظم آية في القرآن * ( اللَّه لا إِله إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) * . . الآية « 2 » .
وبعد أن ساق - سبحانه - في آية الكرسي الأدلة الواضحة على وحدانيته وعظمته وتنزيهه


( 1 ) تفسير الكشاف ج 1 ص 303 . ( 2 ) راجع تفسير ابن كثير ج 1 ص 204 وما بعدها .

587

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 587
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست