responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 584


ولفظ * ( إِله ) * قالوا إنه من أله فلان يأله أى عبد . فالإله على هذا المعنى هو المعبود ، وقيل هو من أله أى تحير . . وذلك أن العبد إذا تفكر في صفاته - سبحانه - تحير فيها ولذا قيل :
« تفكروا في آلاء اللَّه ولا تفكروا في اللَّه » « 1 » .
و * ( الْحَيُّ ) * أى الباقي الذي له الحياة الدائمة التي لا فناء لها . لم تحدث له الحياة بعد موت ، ولا يعتريه الموت بعد الحياة ، وسائر الأحياء سواه يعتريهم الموت والفناء .
و * ( الْقَيُّومُ ) * أى : الدائم القيام بتدبير أمر الخلق وحفظهم ، والمعطى لهم ما به قوامهم . وهو مبالغة في القيام . وأصله قيووم - بوزن فيعول - من قام بالأمر إذا حفظه ودبره .
والمعنى : اللَّه - عز وجل - هو الإله الحق المتفرد بالألوهية التي لا يشاركه فيها سواه ، وهو المعبود بحق وكل معبود سواه فهو باطل ، وهو ذو الحياة الكاملة ، وهو الدائم القيام بتدبير شئون الخلق وحياتهم ورعايتهم وإحيائهم وإماتتهم .
والجملة الثالثة قوله - تعالى - : * ( لا تَأْخُذُه سِنَةٌ ولا نَوْمٌ ) * وهي جملة سلبية مؤكدة للوصف الإيجابى السابق ، فإن قيامه على كل نفس بما كسبت ، وعلى تدبير شئون خلقه يقتضى ألا تعرض له غفلة ، ولأن السنة والنوم من صفات الحوادث وهو - سبحانه - مخالف لها .
والسنة : الفتور الذي يكون في أول النوم مع بقاء الشعور والإدراك . ويقال له غفوة .
يقال : وسن الرجل يوسن وسنا وسنة فهو وسن ووسنان إذا نعس والمراد أنه - سبحانه - لا يغفل عن تدبير أمر خلقه أبدا ، ولا يحجب علمه شيء حجبا قصيرا أو طويلا ، ولا يدركه ما يدرك الأجسام من الفتور أو النعاس ، أو النوم .
وتقديم السنة على النوم يفيد المبالغة من حيث إن نفى السنة يدل على نفى النوم بالأولى ، فنفيه ثانيا صريحا يفيد المبالغة لأن عطف الخاص على العام يفيد المبالغة ولأن عطف الخاص على العام يفيد التوكيد أى لا تأخذه سنة فضلا عن أن يأخذه نوم .
وفي قوله : * ( لا تَأْخُذُه ) * دلالة على أن للنوم قوة قاهرة تأخذ الحيوان أخذا وتقهر الكثير من أجناس المخلوقات قهرا ، ولكنه - سبحانه - وهو القاهر فوق عباده - منزه عن ذلك ، ومبرأ من أن يعتريه ما يعترى الحوادث .
وقوله - سبحانه - في الجملة الرابعة : * ( لَه ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرْضِ ) * تقرير لانفراده


( 1 ) مفردات القرآن للراغب الأصفهاني صفحة 21 .

584

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 584
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست