responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 546


والملازمة لطاعته كل ذلك من شأنه أن يمنع الإنسان من الوقوع فيما نهى اللَّه عنه ، قال - تعالى - : اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ ولَذِكْرُ اللَّه أَكْبَرُ . .
وقال - تعالى - : واسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ وإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ ، وقال - تعالى - : وأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ .
فكأن اللَّه - تعالى - يقول للناس : لقد أمرتكم بالمحافظة على الصلاة ، وبالمداومة على طاعتي وذكرى خلال حديثي عن أحكام كثيرا ما تكون هذه الأحكام مثار تنازع بينكم ، وذلك لكي تحلوا التسامح والتواصل والتقارب محل التشاحن والتدابر والتجافي ، لأن من شأن المحافظة على هذه العبادات ، أن تهدى الناس إلى أكمل الأخلاق والصفات .
فسبحان من هذا كلامه ، ومن تلك إرشاداته وتوجيهاته ووصاياه .
وقوله - تعالى - : * ( حافِظُوا ) * من الحفظ بمعنى ضبط الشيء ، وصيانته عن كل تضييع ، وهو خلاف النسيان . والخطاب لجميع المكلفين من أفراد الأمة .
والمعنى : حافظوا يا معشر المسلمين والمسلمات على أداء الصلوات في أوقاتها بخشوع وخضوع وإخلاص للَّه رب العالمين ، وحافظوا بصفة خاصة على الصلاة الوسطى ، لما لها من منزلة سامية ، ومكانة عالية .
فقد أمر اللَّه - تعالى - عباده بالمحافظة على الصلوات بصفة عامة ، وأفرد الصلاة الوسطى بالذكر تفخيما لشأنها ، وإعلاء لقدرها من بين أفراد جنسها . والمسلَّم يكون محافظا على الصلاة إذا أداها في وقتها مستوفية لآدابها وسننها وشرائعها وخشوعها وكل ما يتعلق بها ، أما إذا قصر في شيء من ذلك فإنه لا يكون محافظا عليها تلك المحافظة التامة التي أمر اللَّه بها .
وفي قوله - تعالى - : * ( حافِظُوا ) * تنبيه إلى أن الصلاة في ذاتها شيء نفيس ثمين تجب المحافظة عليه ، لأن هذه الكلمة تدل على الصيانة والضبط بجانب دلالتها على الأداء والإقامة والمداومة .
قال الإمام الرازي : وقوله : * ( حافِظُوا ) * بصيغة المفاعلة التي تكون بين اثنين . للدلالة على أن هذه المحافظة تكون بين العبد والرب . فكأنه قيل : احفظ الصلاة ليحفظك الإله الذي أمرك بها . وهذا كقوله : « فاذكروني أذكركم » وفي الحديث « احفظ اللَّه يحفظك » . أو أن تكون المحافظة بين المصلَّى والصلاة . فكأنه قيل : احفظ الصلاة حتى تحفظك الصلاة بمعنى أنها

546

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 546
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست