responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 537


طلاقا رجعيا إجماعا لأنها كالزوجة . وأما من كانت في عدة البينونة فالصحيح جواز التعريض لخطبتها » « 1 » .
والتعريض في خطبة النساء أساليبه مختلفة ، ومما ذكره العلماء في هذا الشأن أن يقول الرجل للمرأة : إنى راغب في الزواج أو أن يقول لوليها : لا تسبقني بها إلى غيرى .
ومن أساليب التعريض ما فعله النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مع السيدة أم سلمة ، فقد دخل عليها وهي متأيمة من زوجها أبى سلمة فقال لها : « لقد علمت أنى رسول اللَّه وخيرته وموضعي في قومي » فكان كلامه خطبة لها بأسلوب التعريض .
ومنها ما ذكره صاحب الكشاف عن عبد اللَّه بن سليمان عن خالته - سكينة بنت حنظلة - قالت : دخل على أبو جعفر محمد بن على وأنا في عدتي فقال : قد علمت قرابتي من رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وقرابتي من جدي على بن أبى طالب ، وموضعي في العرب ، وقدمي في الإسلام .
قالت : فقلت : غفر اللَّه لك يا أبا جعفر ! أتخطبني في عدتي وأنت يؤخذ عنك ؟ فقال : أو قد فعلت إنما أخبرتك بقرابتي من رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وموضعي » « 2 » .
وقوله - تعالى - : * ( ولا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ ) * . إلخ معطوف على ما قبله في الآية السابقة لأن الكلام في الآيتين في الأحكام المتعلقة بعدة النساء .
و * ( ما ) * في قوله : * ( فِيما عَرَّضْتُمْ ) * موصولة . و * ( مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ ) * بيان لما ، وأل في النساء للعهد والمعهودات هن الزوجات اللائي سبق الحديث عنهن في الآيات التي قبل هذه .
و * ( أَوْ ) * في قوله : * ( أَوْ أَكْنَنْتُمْ ) * للإباحة أو التخيير ، ومفعول أكن محذوف يعود إلى ما الموصولة في قوله : * ( فِيما عَرَّضْتُمْ ) * والتقدير : أو أكننتموه . و * ( فِي أَنْفُسِكُمْ ) * متعلق بأكننتم .
وقوله - تعالى - : * ( عَلِمَ اللَّه أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ ولكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفاً ) * كالتعليل لما قبله وهو قوله : * ( ولا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ ) * إلخ . ونهى عما يردى ويفسد ، وإباحة لما لا ضرر فيه .
أى : علم اللَّه أنكم يا معشر الرجال ستذكرون هؤلاء النسوة المعتدات بما لهن من جمال ومن حسن عشرة ومن غير ذلك من شئونهن وأن تفكروا فيهن وتهفوا إليهن نفوسكم ، واللَّه - تعالى - فضلا منه وكرما قد أباح لكم أن تذكروهن ولكنه ينهاكم عن أن تواعدوهن وعدا سريا بأن تقولوا لهم في السر ما تستحيون من قوله في العلن لقبحه ومنافاته للشرع .


( 1 ) تفسير القرطبي ج 3 صفحة 188 . ( 2 ) تفسير الكشاف ج 1 صفحة 282 .

537

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 537
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست