نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 463
وقيل نزلت في حرب أحد ، ونظيرها - في آل عمران أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ولَمَّا يَعْلَمِ اللَّه الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ . . وقالت فرقة : نزلت الآية تسلية للمهاجرين حين تركوا ديارهم وأموالهم بأيدى المشركين ، وآثروا رضا اللَّه ورسوله ، وأظهرت اليهود العداوة لرسول اللَّه ، وأسر قوم من الأغنياء النفاق فأنزل اللَّه ذلك تطييبا لقلوبهم » « 1 » . وما ذكره المفسرون في سبب نزول هذه الآية الكريمة لا يمنع عمومها ، وأنها تدعو المؤمنين في كل زمان ومكان إلى التذرع بالصبر والثبات تأسيا بمن سبقهم من المتقين حتى يفوزوا برضوان اللَّه - تعالى - ونصره . و * ( أَمْ ) * هنا يرى بعضهم أنها للاستفهام الإنكارى ، ويرى بعض آخر أنها أم المتصلة ، ويرى فريق ثالث أنها أم المنقطعة . قال الجمل : وحسب هنا من أخوات ظن تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، وأن وما بعدها سادة مسد المفعولين عند سيبويه ، ومسد الأول عند الأخفش والثاني محذوف ، ومضارعها فيه وجهان : الفتح وهو القياس والكسر « 2 » . و * ( لَمَّا ) * تدل على النفي مع توقع حصول المنفي بها ، كما في قول النابغة : < شعر > أزف الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد < / شعر > فنفى بلما ثم قال : وكأن قد ، أى وكأنه قد زالت . و * ( الْبَأْساءُ ) * ما يصيب الناس في الأموال كالفقر . والضراء : ما يصيبهم في الأنفس كالمرض مشتقان من البؤس والضر . و * ( زُلْزِلُوا ) * من الزلزلة وهي شدة التحريك وتكون في الأشخاص وفي الأحوال . فيقال : زلزلت الأرض ، أى تحركت واضطربت ، ومعنى زلزلوا : خوفوا وأزعجوا واضطربوا . والمعنى على أن * ( أَمْ ) * للاستفهام الإنكارى : أظننتم أيها المؤمنون أنكم تدخلون الجنة بمجرد الإيمان دون أن يصيبكم ما أصاب الذين سبقوكم من شدائد في الأنفس والأموال ، ومن مخاوف أزعجتهم وأفزعتهم حتى بلغ الأمر برسولهم وبالمؤمنين معه أن يقولوا وهم في أقصى ما تحتمله النفوس البشرية من آلام : متى نصر اللَّه ؟ ! !
( 1 ) تفسير القرطبي ج 3 ص 34 . ( 2 ) حاشية الجمل على الجلالين ج 1 ص 169 .
463
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 463