responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 419


الصحيح أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة » إلى غير ذلك من الأدلة التي ساقها كل فريق لتدعيم رأيه .
ومجمل القول أن فرضية الحج مجمع عليها بين العلماء ، وأما فرضية العمرة ففيها خلاف ، انتصر كثير من العلماء فيه للرأى القائل بأنها ليست فرضا كالحج ، بل هي سنة .
وقد كانت فرضية الحج في السنة التاسعة من الهجرة على أرجح الروايات . ويرى بعض العلماء أن الحج قد فرض قبل ذلك ، إلا أن تنفيذه لم يتم إلا في السنة التاسعة عند ما أرسل النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أبا بكر أميرا على الحج ، وكان ذلك تمهيدا لحجه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم سنة عشر .
وقد أمر - سبحانه - بإتمام الحج والعمرة للَّه دون غيره لأن العرب كانت تقصد الحج للاجتماع والتظاهر ، والتفاخر ، وقضاء الحوائج ، وحضور الأسواق ، دون أن يكون للَّه - تعالى - فيه حظ يقصد ، ولا قربة تعتقد ، فأمر - سبحانه - المسلمين أن ينزهوا عباداتهم - وخصوصا الحج - عن الأقوال السيئة ، والأفعال القبيحة ، وأن يقصدوا بأداء ما كلفهم اللَّه به الإخلاص والطاعة له - سبحانه - .
وبعد أن أمر اللَّه - تعالى - عباده بأن يتموا الحج والعمرة له ، أردف ذلك ببيان ما يجب عليهم عمله فيما لو حال حائل بينهم وبين إتمامهما فقال : * ( فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) * والإحصار والحصر في اللغة : بمعنى الحبس والمنع والتضييق سواء أكان بسبب عدو أو مرض أو جور سلطان أو ما يشبه ذلك . قال - تعالى - في شأن قتال المشركين : فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وخُذُوهُمْ واحْصُرُوهُمْ « 1 » أى : ضيقوا عليهم المنافذ . ويقال للذي لا يبوح بسره : حصر لأنه حبس نفسه عن البوح بسره .
ويرى بعض علماء اللغة أن الإحصار يكون الحبس والمنع فيه من ذات الشخص كالمرض وذهاب النفقة ، وأما الحصر فيكون الحبس والمنع فيه لا من ذات الشخص ، بل بسبب أمر خارجى كالعدو ونحوه .
* ( الْهَدْيِ ) * : - بتخفيف الياء وتشديدها - مصدر بمعنى المفعول ، أى : المهدى والمراد به ما يهدى إلى بيت اللَّه الحرام من الإبل والبقرة والشاة ليذبح تقربا إلى اللَّه - تعالى - .
و * ( اسْتَيْسَرَ ) * هنا بمعنى يسر وتيسر أى : ما أمكن تحصيله من الهدى بدون مشقة أو تعب .
والمعنى : أتموا - أيها المؤمنون - الحج والعمرة للَّه متى قدرتم على ذلك ، فإن * ( أُحْصِرْتُمْ ) *


( 1 ) سورة التوبة الآية 5 .

419

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست