responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 408


ظرف مجازى ، لأنه لما وقع القتال بسبب نصرة الدين صار كأنه وقع فيه ، وهو على حذف مضاف والتقدير في نصرة دين اللَّه « 1 » .
والمراد بالقتال في سبيل اللَّه : الجهاد من أجل إعلاء كلمته حتى يكون أهل دينه الحق أعزاء لا يسومهم أعداؤه ضيما ، وأحرارا في الدعوة إليه وإقامة شرائعه العادلة في ظل سلطان مهيب .
أى : قاتلوا أيها المؤمنون لإعلاء كلمة اللَّه وإعزاز دينه أعداءكم الذين أعدوا أنفسهم لقتالكم ومناجزتكم وتحققتم منهم سوء النية ، وفساد الطوية .
فالآية الكريمة تهييج للمؤمنين وإغراء لهم على قتال أعدائهم بدون تردد أو تهيب ، وإرشاد لهم إلى أن يجعلوا جهادهم من أجل نصرة الحق ، لا من أجل المطامع أو الشهوات .
فقد روى الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبى موسى - رضي اللَّه عنه - أن أعرابيا أتى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقال : يا رسول اللَّه الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل ليذكر ، والرجل يقاتل ليرى مكانه - أى : ليتحدث الناس بشجاعته وليظهر بينهم - أى ذلك في سبيل اللَّه ؟ فقال رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي العليا فهو في سبيل اللَّه « والأحاديث في الدعوة إلى أن يكون الجهاد في سبيل اللَّه من أجل إعلاء كلمته كثيرة متعددة .
وقوله * ( ولا تَعْتَدُوا ) * نهى عن الاعتداء بشتى صوره ويدخل فيه دخولا أوليا الاعتداء في القتال .
والاعتداء : مجاوزة الحد فيما أمر اللَّه به أو نهى عنه .
أى : قاتلوا في سبيل اللَّه من يناصبكم القتال من المخالفين ، ولا تتجاوزوا في قتالهم إلى من ليس شأنهم قتالكم ، كنسائهم ، وصبيانهم ورهبانهم ، وشيوخهم الطاعنين في السن إلى حد الهرم ، ويلحق بهؤلاء المريض والمقعد والأعمى والمجنون . وقد وردت في النهى عن قتل هؤلاء الأحاديث النبوية ووصايا الخلفاء الراشدين لقواد جيوشهم ، فهؤلاء يتجنب قتالهم إلا من قامت الشواهد على أن له أثرا من رأى أو عمل في الحرب ، يؤازر به المحاربين لينتصروا على المجاهدين .
قال ابن كثير : ولهذا جاء في صحيح مسلَّم عن بريدة أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يقول : « اغزوا في سبيل اللَّه ، قاتلوا من كفر باللَّه ، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الوليد ولا أصحاب الصوامع وفي الصحيحين عن ابن عمر قال : وجدت امرأة في بعض المغازي مقتولة فأنكر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قتل النساء والصبيان » « 2 » .


( 1 ) تفسير البحر المحيط ج 2 ص 65 لأبى حيان . ( 2 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 226 .

408

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست