responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 407


قال ابن كثير : قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبى العاليه في قوله - تعالى - * ( وقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ ) * قال : هذه أول آية نزلت في القتال بالمدينة فلما نزلت كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه حتى نزلت سورة براءة « 1 » .
ويرى بعض العلماء أن هذه الآيات قد وردت في الأذن بالقتال للمحرمين في الأشهر الحرم إذا فوجئوا بالقتال بغيا وعدوانا . فهي متصلة بما قبلها أتم الاتصال ، لأن الآية السابقة بينت أن الأهلة مواقيت للناس في عباداتهم ومعاملاتهم عامة وفي الحج خاصة وهو في أشهر هلالية مخصوصة كان القتال فيها محرما في الجاهلية . فقد أخرج الواحدي عن ابن عباس أن هذه الآيات نزلت في صلح الحديبية ، وذلك أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم صده المشركون عن البيت الحرام - ثم صالحوه فرضي على أن يرجع عامه القابل ويخلوا له مكة ثلاثة أيام يطوف ويفعل ما يشاء فلما كان العام القابل تجهز هو وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا ألا تفي لهم قريش ، وأن يصدوهم عن المسجد الحرام بالقوة ويقاتلوهم وكره أصحابه قتالهم في الحرم والشهر الحرام فأنزل اللَّه - تعالى الآيات « 2 » .
والقتال والمقاتلة : محاولة الرجل قتل من يحاول قتله ، والتقاتل محاولة كل واحد من المتعاديين قتل الآخر .
قال أبو حيان : وقوله : * ( فِي سَبِيلِ اللَّه ) * السبيل هو الطريق . واستعير لدين اللَّه وشرائعه لأن المتبع لذلك يصل به إلى بغيته الدينية والدنيوية ، فشبه بالطريق الموصل الإنسان إلى ما يقصده ، وهذا من استعارة الأجرام للمعاني ويتعلق * ( فِي سَبِيلِ اللَّه ) * بقوله : * ( وقاتِلُوا ) * وهو


( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 226 . ( 2 ) تفسير المنار ج 2 ص 208 .

407

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست