responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 405


بأن يعد لا أن يوعد « .
وقوله - تعالى - : * ( ولَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها ولكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ) * هذا القول الكريم نهى لجماعة المسلمين عن عادة كانوا يفعلونها في الجاهلية ، وهي أنهم كانوا إذا عادوا من حجهم أو أحرموا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ، بل كانوا يدخلون من نقب ينقبونه في ظهور بيوتهم .
أخرج البخاري عن أبى إسحاق قال : سمعت البراء - رضي اللَّه عنه - يقول : نزلت هذه الآية فينا . كانت الأنصار إذا حجوا فجاؤا لم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها .
فجاء رجل من الأنصار فدخل من قبل بابه فكأنه عير بذلك فنزلت : * ( ولَيْسَ الْبِرُّ ) * إلخ .
والمعنى : وليس من البر ما كنتم تفعلونه في الجاهلية من دخولكم البيوت من ظهورها عند إحرامكم أو عودتكم من حجكم ، ولكن البر الحق الجامع لخصال الخير يكون في تقوى اللَّه بأن تمتثلوا أوامره وتجتنبوا نواهيه ، وإذا ثبت ذلك فعليكم أن تأتوا البيوت من أبوابها عند إحرامكم أو رجوعكم من حجكم .
وفي الأمر بإتيان البيوت من أبوابها إشعار بأن إتيانها من ظهورها باسم الدين غير مأذون فيه ، وكل ما يفعل باسم الدين وليس له في الدين من شاهد فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
وفي الآية الكريمة تعريض بمن يسأل النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عما هو ليس من العلم المختص بالنبوة ، ولا تتوقف معرفته على الوحى ، فهذا السائل في سؤاله مثله كمثل من يدخل البيت من ظهره لا من بابه .
قال بعضهم : وذلك لأن العلم على ضربين : علم دنيوى يتعلق بأمر المعاش - كمعرفة الصنائع ومعرفة حركات النجوم ومعرفة المعادن والنبات ، وقد جعل اللَّه لنا سبيلا إلى معرفة ذلك على غير لسان نبيه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم .
وعلم شرعي يتعلق بالعبادات والمعاملات والعقيدة ولا سبيل إلى أخذه إلا من الصادق المصدوق صلَّى اللَّه عليه وسلَّم .
فلما جاؤا يسألون النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عما أمكنهم معرفته من غير جهته أجابهم . ثم بين لهم أن البر في التقوى وذلك يكون بالعلم والعمل المختص بالدين » « 1 » .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت . ما وجه اتصال قوله - تعالى - : * ( ولَيْسَ الْبِرُّ ) * إلخ بما


( 1 ) تفسير القاسمى ج 2 ص 473 بتصرف .

405

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست