نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 387
شهرا لشهرته وبيانه ، وبه سمى الشهر شهرا . و * ( رَمَضانَ ) * اسم لهذا الشهر الذي فرض علينا صيامه ، وهو مأخوذ - كما قال القرطبي - من رمض الصائم يرمض إذا حر جوفه من شدة العطش والرمضاء : شدة الحر ، ومنه الحديث : صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال « - أى صلاة الضحى - قيل : إن العرب لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسمى بذلك . وقيل إنما سمى رمضان لأنه يرمض الذنوب ، أى : يحرقها بالأعمال الصالحة » « 1 » . وقوله : * ( شَهْرُ رَمَضانَ ) * خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي شهر رمضان أى : الأيام المعدودات ، وقوله : * ( الَّذِي أُنْزِلَ فِيه الْقُرْآنُ ) * صفة للشهر . ويجوز أن يكون قوله * ( شَهْرُ ) * مبتدأ وخبره الموصول بعده ، أو خبره قوله * ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه ) * وصح وجود الفاء في الخبر لكون المبتدأ موصوفا بالموصول الذي هو شبه بالشرط . وقرئ بالنصب على أنه مفعول لفعل محذوف . أى : صوموا شهر رمضان . و « القرآن » هو كلام اللَّه المعجز المنزل على محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته . والمراد بإنزال القرآن في شهر رمضان ابتداء إنزاله فيه ، وكان ذلك في ليلة القدر . بدليل قوله - تعالى - إِنَّا أَنْزَلْناه فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ أى بدأنا إنزال القرآن في هذه الليلة المباركة ، إذ من المعروف أن القرآن استمر نزوله على النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ما يقرب من ثلاث وعشرين سنة . وقيل المراد بذلك ، أنزل في فضله القرآن ، قالوا : ومثله أن يقال : أنزل اللَّه في أبى بكر الصديق كذا آية ، يريدون أنزل في فضله . وقيل المراد أنزل في إيجاب صومه على الخلق القرآن ، كما يقال : أنزل اللَّه في الزكاة كذا وكذا ، يريد في إيجابها وأنزل في الخمر كذا يريد في تحريمها . قال الآلوسى : وقوله - تعالى - : * ( هُدىً لِلنَّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى والْفُرْقانِ ) * حالان لازمان من القرآن والعامل فيهما أنزل . أى : أنزل وهو هداية للناس بإعجازه المختص به كما يشعر بذلك التنكير ، وآيات واضحات من جملة الكتب الإلهية الهادية إلى الحق والفارقة بين الحق والباطل باشتماله على المعارف الإلهية والأحكام العملية ، كما يشعر بذلك جعله بينات منها ، فهو هاد بواسطة أمرين ، مختص وغير مختص ، فالهدى ليس مكررا ، وقيل : مكرر تنويها
( 1 ) تفسير القرطبي ج 2 ص 291 بتصرف وتلخيص .
387
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 387