responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 386


وقوله : * ( فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَه ) * حض من اللَّه - تعالى - لعباده على الإكثار من عمل الخير .
والتطوع : السعى في أن يكون الإنسان فاعلا للطاعة باختياره بدون إكراه والخير : مصدر خار إذا حسن وشرف ، وهو منصوب لتضمين تطوع معنى أتى ، أو على أنه صفة لمصدر محذوف أى تطوعا خيرا .
والمعنى : فمن تطوع خيرا بأن زاد على القدر المفروض في الفدية ، أو أطعم أكثر من مسكين ، أو جمع بين الإطعام والصوم ، فتطوعه سيكون خيرا عند اللَّه - سبحانه - لا يضيع أجر من أحسن عملا .
وقوله : * ( وأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) * ترغيب في الصوم وتحبيب فيه . أى : وأن تصوموا أيها المطيقون للصوم ، أو أيها المكلفون جميعا خير لكم من كل شيء سواه ، إن كنتم تعلمون فوائد الصوم في حياتكم ، وحسن جزائه في آخرتكم .
روى النسائي وابن خزيمة عن أبى أمامه رضي اللَّه عنه قال : قلت يا رسول اللَّه مرني بعمل قال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له - أى لا يعادل ثوابه بشيء - فقلت يا رسول اللَّه مرني بعمل ، فقال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له . فقلت : يا رسول اللَّه مرني بعمل أدخل به الجنة . فقال : عليك بالصوم فإنه لا مثل له » « 1 » .
وقوله : * ( شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيه الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى والْفُرْقانِ ) * كلام مستأنف لبيان تلك الأيام المعدودات التي كتب علينا الصوم فيها وأنها أيام شهر رمضان الذي يستحق كل مدح وثناء لتشرفه بنزول الكتب السماوية فيه .
قال الإمام ابن كثير : يمدح - تعالى - شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم ، فقد ورد في الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء فعن وائلة بن الأسقع أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان « 2 » .
و * ( الشَّهْرَ ) * مأخوذ من الشهرة ، يقال : شهر الشيء يشهر شهرة وشهرا إذا ظهر بحيث لا يتعذر علمه على أحد ، ومنه يقال : شهرت السيف إذا سللته قال بعضهم : وسمى الهلال


( 1 ) الترغيب والترهيب للمنذرى ج 2 ص 85 من « كتاب الصوم » . ( 2 ) تفسير ابن كثير ج 2 ص 216 .

386

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست