نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 363
يكون مظنة الحاجة إلى المال فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبى هريرة - رضي اللَّه عنه - قال : جاء رجل إلى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : يا رسول اللَّه ، أى الصدقة أعظم أجرا ؟ قال : « أن تصدق وأنت صحيح شحيح ، تخشى الفقر وتأمل الغنى ، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت : لفلان كذا وكذا وقد كان لفلان . وقيل الضمير يعود إلى اللَّه - عز وجل - أى : يعطون المال على حب اللَّه وطلبا لمرضاته . وقيل يعود إلى الإيتاء الذي دل عليه قوله - تعالى - * ( وآتَى الْمالَ ) * فكأنه قال : يعطى ويحب الإعطاء رغبة في ثواب اللَّه . والمراد بذوي القربى : أقرباء المعطى للمال . والمعنى : وأعطى المال مع محبته لهذا المال لأقاربه المحتاجين لأنهم أولى بالمعروف ، ولأن إعطاءهم إحسان وصلة رحم ، ولذلك جاء ذكرهم في الآية مقدما على بقية الأصناف التي تستحق العطف والإحسان . روى الإمام أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم عن سليمان بن عامر قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « إن الصدقة على المسكين صدقة . وعلى ذي الرحم اثنتان : صدقة وصلة » . * ( والْيَتامى ) * : جمع يتيم ، وهو من فقد أباه بالموت ولم يبلغ الحلم . وهؤلاء اليتامى في حاجة إلى الإحسان إليهم بعد ذوى القربى متى كانوا محتاجين ، لشدة عجزهم عن كسب ما يسد حاجتهم . * ( والْمَساكِينَ ) * جمع مسكين ، وهو من لا يملك شيئا من المال ، أو يملك ما لا يكفى حاجاته وهذا النوع من الناس في حاجة إلى العناية والرعاية لأنهم في الغالب يفضلون الاكتفاء بالقليل على إراقة وجوههم بالسؤال . وفي الصحيحين عن أبى هريرة أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « ليس المسكين الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان . قالوا : فما المسكين يا رسول اللَّه ؟ قال الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ، ولا يسأل الناس شيئا » . * ( وابْنَ السَّبِيلِ ) * : هو المسافر المنقطع عن ماله . وسمى بذلك - كما قال الآلوسى - لملازمته السبيل - أى الطريق - في السفر ، أو لأن الطريق تبرزه فكأنها ولدته وكأن إفراده لانفراده عن أحبابه ووطنه وأصحابه فهو أبدا يتوق إلى الجمع ، ويشتاق إلى الربع ، والكريم يحن إلى وطنه حنين الشارف « 1 » إلى عطنه » « 2 » . وهذا النوع من الناس في حاجة إلى المساعدة والمعاونة حتى يستطيع الوصول إلى بلده ، وفي
( 1 ) الشارف : من الدواب المسن . أه المعجم الوسيط ج 1 ص 479 ( 2 ) العطن : مبرك الإبل ومربض الغنم عند الماء . المعجم الوسيط ج 2 ص 609 .
363
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 363