نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 31
صادِقِينَ . ولَنْ يَتَمَنَّوْه أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ واللَّه عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ولَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ ، ومِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ، وما هُوَ بِمُزَحْزِحِه مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ واللَّه بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ . ثم تسوق لنا نماذج من سوء أدبهم مع اللَّه ، وعداوتهم لملائكته ونبذهم كتاب اللَّه ، واتباعهم للسحر والأوهام . ثم نراها في الربع السابع تقص علينا بعض الصور من المجادلات الدينية ، والمخاصمات الكلامية ، التي استعملوها مع النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لحرب الدعوة الاسلامية ، كجدالهم في قضية النسخ ، وفي كون الجنة لن يدخلها لا من كان هودا أو نصارى ، وفي كون القرآن ليس معجزة - في زعمهم - وإنما هم يريدون معجزة كونية . . إلخ . وقد رد القرآن عليهم بما يزهق باطلهم ، ويزيد المؤمنين إيمانا على إيمانهم . وكما ابتدأ القرآن الحديث معهم ابتداء محببا إلى نفوسهم يا بَنِي إِسْرائِيلَ ، فقد اختتمه - أيضا - بالنداء نفسه ، لكي يستحثهم على الإيمان فقال : يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ . واتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ، ولا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ ، ولا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ ، ولا هُمْ يُنْصَرُونَ . ثم أخذت السورة بعد ذلك في الربع الثامن منها تحدثنا عن الكلمات التي اختبر اللَّه بها نبيه إبراهيم ، وعن قصة بناء البيت الحرام ، وعن تلك الدعوات الخاشعات التي كان إبراهيم وإسماعيل يتضرعان بها إلى خالقهما وهما يقومان بهذا العمل الجليل . رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . رَبَّنا واجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ، وأَرِنا مَناسِكَنا ، وتُبْ عَلَيْنا ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . ثم أخذت تقيم الحجج الباهرة ، والأدلة الساطعة على أن إبراهيم ما كان يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ، وعلى أن يعقوب قد وصى ذريته من بعده أن يعبدوا اللَّه وحده ولا يشركوا به شيئا . ثم ختمت تلك المحاورات والمجادلات التي أبطلت بها دعاوى أهل الكتاب الباطلة ، ببيان سنة من سنن اللَّه في خلقه ، هذه السنة تتلخص في بيان أن كل إنسان سيجازى بحسب عمله يوم القيامة ، إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، وأن اتكال اليهود - أو غيرهم - على أنهم من نسل الأنبياء أو الصالحين دون أن يعملوا بعملهم لن ينفعهم شيئا . فقال - تعالى - : تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ، لَها ما كَسَبَتْ ولَكُمْ ما كَسَبْتُمْ ، ولا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ .
31
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 31