نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 281
عن ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - قال : « قال عبد اللَّه بن صوريا الأعور لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ما الهدى إلا ما نحن عليه فاتبعنا - يا محمد - تهتد ، وقالت النصارى مثل ذلك ، فأنزل اللَّه - عز وجل - * ( وقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا ، قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) * « 1 » . ومعنى الآية الكريمة : وقالت اليهود للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وللمسلمين اتركوا دينكم واتبعوا ديننا تهتدوا وتصيبوا طريق الحق . وقالت النصارى مثل ذلك قل لهم - يا محمد - ليس الهدى في اتباع ملتكم ، بل الحق في أن نتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ، فاتبعوا أنتم - يا معشر أهل الكتاب - ما اتبعناه لتكونوا حقا سالكين ملة إبراهيم الذي لا تنازعون في هداه . وقوله تعالى : * ( وقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا ) * حكاية لما زعمه كل من فريقى اليهود والنصارى من أن الهدى في اتباع ملتهم . و ( أو ) للتنويع ، أى قال اليهود لغيرهم لا دين إلا اليهودية ولا يقبل اللَّه سواها ، فاتبعوها تهتدوا . وقال النصارى لغيرهم كونوا نصارى تهتدوا ، إلا أن القرآن الكريم ساق هذا المعنى بقوله : * ( وقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا ) * لمعرفة السامع أن كل فريق منهم يكفر الآخر ، ويعد ديانته باطلة ، كما حكى القرآن عنهم ذلك في قوله تعالى : وقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ ، وقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ . ثم لقن اللَّه - تعالى - نبيه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الرد الملزم لهم ، فقال تعالى : * ( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) * . الملة : الدين ، والحنيف في الأصل المائل عن كل دين باطل إلى الدين الحق ووصف به
( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 229 .
281
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 281