نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 26
وفي الصحيحين عن أبى هريرة أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر اللَّه له ما تقدم من ذنبه » . هذا ، وقد أفاض العلماء في الحديث عما اشتملت عليه سورة الفاتحة من آداب وعقائد وعبادات وأحكام ، ومن ذلك قول ابن كثير . ( اشتملت هذه السورة الكريمة ، وهي سبع آيات - على حمد اللَّه وتمجيده والثناء عليه بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العليا ، وعلى ذكر المعاد وهو يوم الدين ، وعلى إرشاد عبيده إلى سؤاله والتضرع إليه والتبري من حولهم وقوتهم ، إلى إخلاص العبادة له وتوحيده بالألوهية ، وتنزيهه عن أن يكون له شريك أو نظير ، وإلى سؤالهم إياه الهداية إلى الصراط المستقيم ، وهو الدين القويم وتثبيتهم عليه ، واشتملت على الترغيب في الأعمال الصالحة ليكونوا مع أهلها يوم القيامة ، والتحذير من مسالك الباطل لئلا يحشروا مع سالكيها يوم القيامة ، وهم المغضوب عليهم والضالون ) « 1 » . وقال بعض العلماء : سورة الفاتحة مشتملة على أربعة أنواع من العلوم هي مناط الدين . أحدها : علم الأصول وإليه الإشارة بقوله * ( الْحَمْدُ لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ . الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * ، ومعرفة النبوات وإليه الإشارة بقوله : * ( أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) * ومعرفة المعاد وإليه الإشارة بقوله * ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) * . وثانيها : علم الفروع وأعظمه العبادات وإليه الإشارة بقوله * ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) * . وثالثها : علم الأخلاق ، وإليه الإشارة بقوله * ( وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) * . ورابعها : علم القصص والأخبار عن الأمم السابقة السعداء منهم والأشقياء ، وهو المراد بقوله * ( صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضَّالِّينَ ) * . وصلَّى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم .
( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 30 .
26
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 26